كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 244 """"""
رضي الله عنهما - كان يصلي بهم في وجع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذي توفى فيه ، حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة ، كشف رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ستر الحجرة ينظر إلينا ، وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ضاحكا ونحن في الصلاة من الفرح . قال : ونكص أبو بكر على عقبيه ، فأشار فأشار إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " أن أتموا صلاتكم " قال : ثم دخل وأرخى الستر ، فتوفي في يومه ( صلى الله عليه وسلم ) . وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال سألت أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة : كم صلى أبو بكر بالناس ؟ قال : صلى بهم سبع عشرة صلاة ، قلت : من حدثك ذلك ؟ قال قال : حدثني أيوب بن عبد الرحمن ابن صعصعة ، عن عباد بن تميم ، عن رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : صلى بهم أبو بكر ذلك .
ذكر ما اتفق في مرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
خلاف ما ذكرناه ، من اللدود الذي لد به ، والكتاب الذي أراد أن يكتبه ، والوصية التي أمر بها ، والدنانير التي قسمها ، والسواك الذي استن به ( صلى الله عليه وسلم ) .
فأما اللدود الذي لد به ( صلى الله عليه وسلم ) وما قال فيه
- روى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : تخوفنا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذات الجنب وثقل فلددناه ، فوجد خشونة اللد فأفاق ، فقال : " ما صنعتم بي " ؟ قالوا : لددناك ، قال : " بماذا " ؟ قلنا : بالعود الهندي ، وشيء من ورس وقطرات زيت ، قفال : " من أمركم بهذا " ؟ قالوا : أسماء بنت عميس ، قال : " هذا طبٌ أصابته بأرض الحبشة ، لا يبقى أحد في البيت إلا التد إلا ما كان من عم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " يعني العباس ، ثم قال : " ما الذي كنتم تخافون علي " ؟ قالوا : ذات الجنب ، قال : " ما كان الله ليسلطها علي " . وفي رواية عن أم بشر بن البراء ، قال : " ما كان الله ليسلطها على رسوله ، إنها همزة من الشيطان ، ولكنها من الأكلة التي أكلتها أنا وابنك ، هذا أوان قطعت أبهري " . ومن حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : فجعل بعضهم يلد بعضا . وعن هشام قال : كانت أم سلمة وأسماء بنت عميس هما لدتاه ، قال : فالتدت يومئذ ميمونة وهي صائمة ، لقسم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : وكان منه عقوبة لهم .