كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 248 """"""
وأما ما وصى به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في مرضه الذي مات فيه
فقد روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان عامة وصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حين حضره الموت " الصلاة ، وما ملكت أيمانكم " حتى جعل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يغرغر بها في صدره ، وما يكاد يفيض بها لسانه . وعن أم سلمة نحوه . وعن كعب بن مالك قال : أغمى على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ساعة ثم أفاق ، فقال : " الله الله فيما ملكت أيمانكم ، ألبسوا ظهورهم ، وأشبعوا بطونهم ، وألينوا لهم القول " .
وعن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) آخر عهده أوصى ألا يترك بأرض العرب دينان . وعن مالك بن أنس بن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عمر بن عبد العزيز قال : آخر ما تكلم به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياهم مساجد ، لا يبقين دينان بأرض العرب " . وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه كان آخر ما عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أوصى بالرهاوبين الذين هم من أهل الرهاء ، قال : وأعطاهم من خيبر وجعل يقول : " لئن بقيت لا أدع بجزيرة العرب دينين " . وعن علي بن عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أنه قال : أوصى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالداريين وبالرهاويين وبالدوسيين خيرا .
وعن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قبل موته بثلاث وهو يقول : " ألا لا يموت أحد منكم إلا وهو يحسن بالله الظن " . وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : نعى لنا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر ، بأبي هو وأمي ونفسي له الفداء ، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا عائشة وتشدد لنا فقال : " مرحبا بكم ، حياكم الله بالسلام رحمكم الله ، حفظكم الله ، جبركم الله ، رزقكم الله ، رفعكم الله ، نفعكم الله ، آداكم الله ، وقاكم الله ، أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم ، وأستخلفه عليكم ، وأحذركم الله إني لكم منه نذير مبين ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم : " تلك الدرا الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " . وقال : " أليس في جهنم

الصفحة 248