كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 25 """"""
برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المهاجرون من قومه وذوي رحمه ؛ أكرم الناس أحسابًا ، وأحسن الناس وجوهًا ، وخير الناس فعالاً . ثم كان أوّل الخلق إجابة ، واستجاب لله حين دعاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نحن ؛ فنحن أنصار الله ، ووزراء رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نفقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله ، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا ، وكان قتله علينا يسيرا .
أقول هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات . والسلام عليكم .
فقام الزّبرقان بن بدر ، فقال :
نحن الكرام فلا حيٌّ يعادلنا . . . منّا الملوك وفينا تنصب البيع
ويروى : وفينا يقسم الرّبع ، بدل تنصب البيع .
وكم قسرنا من الأحياء كلّهم . . . عند النّهاب وفضل العزّ يتّبع
ونحن يطعم عند القحط مطعمنا . . . من الشّواء إذا لم يؤنس القزع
بما ترى الناس تأتينا سراتهم . . . من كلّ أرضٍ هويًّا ثم نصطنع
ويروى :
من كلّ أرضٍ هوانًا ثم نتّبع
فننحر الكوم عبطًا في أرومتنا . . . للنّازلين إذا ما أنزلوا شبعوا
فلا ترانا إلى حيٍّ نفاخرهم . . . إلاّ استقادوا وكانوا الرأس يقتطع
فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه . . . فيرجع القوم والأخبار تستمع
إنّا أبينا ولم يأبى لنا أحدٌ . . . إنّا كذلك عند الفخر نرتفع
قال محمد بن إسحاق : وكان حسان بن ثابت غائبا ، فبعث إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال حسان : جاءني رسوله فأخبرني أنه إنما دعاني لأجيب شاعر بني تميم ، فخرجت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأنا أقول :
منعنا رسول الله إذ حلّ وسطنا . . . على أنف راضٍ من معدٍّ وراغم
منعناه لمّا حلّ بين بيوتنا . . . بأسيافنا من كلّ باغٍ وظالم