كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 252 """"""
هذا ملك الموت يستأذن عليك ، ولم يستأذن على آدمي كان قبلك ، ولا يستأذن على آدمي بعدك ، قال : " ائذن له " فدخل ملك الموت فوقف بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " يا رسول الله ، يا أحمد ، إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني به ، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها ، وإن أمرتني أن أتركها تركتها ، قال : " وتفعل يا ملك الموت " ؟ قال : بذلك أمرت أن أطيعك في كل ما أمرتني ، فقال جبريل : يا أحمد ، إن الله قد اشتاق إليك ، قال : " فآمض يا ملك الموت لما أمرت به " قال جبريل : السلام عليك يا رسول الله ، هذا آخر موطئي الأرض إنما كنت حاجتي من الدنيا ، فتوفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ، ولا يرون الشخص : السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته " كل نفسٍ ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة " إن في الله عزاءً من كل مصيبة ، وخلفا من كل هالك ، ودركا من كل ما فات ، فبالله فثقوا ، وإياه فارجوا إنما المصاب من حرم الثواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وكانت وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما جاء في الأحاديث الصحيحة في حجر عائشة وبين سحرها ونحرها . وقد قيل : إنه توفي في حجر علي ، والصحيح الأول . وذلك في يوم الاثنين حين اشتد الضحى ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر بيع الأول ، وقيل : لليلتين خلتا منه . ولما مات ( صلى الله عليه وسلم ) سجى بثوب حبرة ، كما روى عن عائشة وأبي هريرة رضي الله عنهما ، ودخل أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وقال : بأبي وأمي ما أطيب محياك ومماتك . وفي لفظ : طبت حيا وميتا . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : لما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جاء أبو بكر فدخل عليه فرفعت الحجاب ، فكشف الثوب عن وجهه ، فاسترجع فقال : مات والله رسول الله ، ثم تحول من قبل رأسه فقال : وانبياه ، ثم حدر فمه فقبل وجهه ثم رفع رأسه ، فقال : واخيلاه ، ثم حدر فمه فقبل جبهته ثم رفع رأسه ، فقال : واصفياه ، ثم حدر فمه فقبل جبهته ، ثم سجاه بالثوب ثم خرج .
وعن عبد الرحمن بن عوف : أن عائشة أخبرته أن أبا بكر أقبل على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل ، فدخل المسجد فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) هو مسجى ببرد جبرة فكسف عن وجهه ، ثم أكب عليه يقبله وبكى ، ثم قال : " بأبي أنت ، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدا ، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها

الصفحة 252