كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 256 """"""
السيرة قال : تولى غسله علي والعباس والفضل وقثم ابنا العباس وأسامة بن وزيد وشقران موليا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : وحضره أوس بن خولي الأنصاري . وعن علي رضي الله عنه قال : لما أخذنا في جهاز رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أغلقنا الباب دون الناس جميعا ، فنادت الأنصار نحن أخواله ، ومكاننا من الإسلام مكاننا ، ونادت قريش نحن عصبته ، فصاح أبو بكر : يا معشر المسلمين ، كل قوم أحق بجنازتهم من غيرهم ، فنشدتكم الله فإنكم إن دخلتم أخرتموهم عنه ، والله لا يدخل عليه أحد إلا من دعي . وعن أبي جعفر محمد بن علي قال : غسل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ثلاث غسلات بماء وسدر ، وغسل في قميص ، وغسل من بئر يقال لها الغرس لسعد بن خيثمة بقباء ، وكان يشرب منها ، وولى غسل سفلته علي ، والعباس يصب الماء ، والفضل محتضنه يقول : أرحني أرحني ، قطعت وتيني إني أجد شيئاً ينزل علي مرتين . وعن عبد الله بن الحارث : أن عليا غسله ، يدخل يده تحت القميص ، والفضل يمسك الثوب عليه ، والأنصاري ينقل الماء وعلى يد علي خرقةٌ تدخل يده وعليه القميص . وعن عبد الله بن جعفر الزهري عن عبد الواحد بن أبي عون ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " لعلي في مرضه الذي توفي فيه : " اغسلني ياعلي إذا مت " فقال : يا رسول الله ، ما غسلت ميتاً قط ، فقل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إنك ستهيأ ، أو تيسر " قال علي : فغسلته فما آخذ عضواً إلا تبعني والفضل أخذ بحضنه يقول : أعجل يا علي انقطع ظهري . وعن سعيد بن المسيب قال : التمس علي من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئا ، فقال : بأبي أنت وأمي ؛ طبت حياً وميتا . هذا ما لخصانه في غسله ( صلى الله عليه وسلم ) مما أورده محمد بن سعد في طبقاته على سبيل الاختصار وحذف الأسانيد . والله أعلم .
وأما تكفينه ( صلى الله عليه وسلم )
فقد اختلف فيه ؛ فقيل : كفن في ثلاثة أثواب بيض كرسف ، وقيل : في ثلاثة أثواب أحدها حبرة ، وقيل : في ريطتين وبرد نجراني . وقيل : في ثلاثة أثواب برود يمانية غلاظٌ إزارٌ ورداءٌ ولفافة . وقيل : في حلة حمراء وقبطية . وقيل : في حلة يمانية وقميص . وقيل : في حلة حبرة وقميص . وقيل : في سبعة أثواب . والذي ورد

الصفحة 256