كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 259 """"""
أهيلوا علي التراب ، فأهالوا عليه التراب حتى بلغ أنصاف ساقيه فخرج ، فلما سوّي على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : اخرجوا عني حتى أغلق الباب ، فإني أحدثكم عهداً برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالوا : لعمري لئن كنت أردتها لقد أصبتها . وأنكر علي بن عبد الله بن عباس هذا ، وقال : كان آخر الناس عهداً برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قثم بن العباس ، كان أصغر من كان في القبر ، وكان آخر من صعد . والله أعلم .
وأما وقت دفنه ( صلى الله عليه وسلم ) ومدة مرضه
فقيل : دفن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليلة الأربعاء ، وقيل ليلة الثلاثاء ، وقيل : يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس . والله أعلم . وسنّم قبره ورشّ عليه الماء . وكانت مدة مرضه اثني عشر يوما . وقيل : أربعة عشر يوما . وكان مرضه بالصّداع ( صلى الله عليه وسلم ) .
وأما سنه ( صلى الله عليه وسلم ) ومدة مقامه بالمدينة من حين هجرته إلى يوم وفاته ( صلى الله عليه وسلم )
فقد روى أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) توفي ، وقد بلغ من السن ثلاثا وستين سنة ، وقيل : خمسا وستين ، وقيل : ستين . وروى محمد بن سعد قال : أخبرنا هشام بن القاسم ، قال حدّثنا أبو معشر عن يزيد بن زياد قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لعائشة في السنة التي قبض فيها : " إن جبريل كان يعرض عليّ القرآن في كل سنة مرة ، فقد عرض عليّ العام مرتين ، وأنه لم يكن نبيّ إلا عاش نصف عمر أخيه الذي كان قبله ، عاش عيسى بن مريم مائة وخمسا وعشرين سنة ، وهذه اثنتان وستون سنة " ومات في نصف السنة . والذي نقلناه أوّلاً هو الذي صححه العلماء . والله أعلم .
وكان مقامه بالمدينة من لدن الهجرة إلى أن توفي ( صلى الله عليه وسلم ) عشر سنين .
ذكر ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما روي فيه
روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " إنا لا نورث ، ما تركناه صدقة " . وروى محمد بن سعد قال : أخبرنا محمد بن عمر بن واقد قال : حدثنا معمر ومالك وأسامة بن زيد عن الزهري عن عروة عن عائشة ؛ قال

الصفحة 259