كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 26 """"""
ببيتٍ حريدٍ عزّه وثراؤه . . . بجابية الجولان وسط الأعاجم
هل المجد إلاّ السّودد العود والنّدى . . . وجاه الملوك واحتمال العظائم
قال : فلما انتهيت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقام شاعر القوم فقال ما قال ، عرضت في قوله وقلت على نحو ما قال . قال : ولما فرغ الزّبرقان من إنشاده ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لحسّان بن ثابت : " قم فأجب الرجل " فقام حسّان فقال :
إنّ الذّوائب من فهرٍ وإخوتهم . . . قد بيّنوا سنّةً للناس تتّبع
يرضى بها كلّ من كانت سريرته . . . تقوى الإله وكلّ الخير يصطنع
ويروى :
يرضى بها كلّ من كانت سريرته . . . تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا
قومٌ إذا حاربوا ضرّوا عدّوهم . . . أو حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا
سجيّةٌ تلك منهم غير محدثةٍ . . . إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع
إن كان في الناس سبّاقون بعدهم . . . فكلّ سبقٍ لأدنى سبقهم تبع
لا يرقع النّاس ما أوهت أكفّهم . . . عند الرّقاع ولا يوهون ما رقعوا
إن سابقوا الناس يومًا فاز سبقهم . . . أو وازنوا أهل مجدٍ بالذّرى متعوا
أعفّةٌ ذكرت في الوحى عفّتهم . . . لا يطبعون ولا يرديهم طمع
لا يبخلون على جارٍ بفضلهم . . . ولا يمسّهم من مطمع طبع
إذا نصبنا لحيٍّ لا ندبّ لهم . . . كما يدبّ إلى الوحشيّة الذّرع
نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها . . . إذا الزّعانف من أظفارها خشعوا لا يفخرون إذا نالوا عدوّهم . . . وإن أصيبوا فلا خورٌ ولا هلع

الصفحة 26