كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 260 """"""
محمد بن عمر : وحدثني معمر وأسامة بن زيد وعبد الرحمن ابن عبد العزيز عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعباس بن عبد المطلب قالوا قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا نورث ما تركناه فهو صدقة " يريد بذلك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نفسه . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا تقتسم ورثتي دينارا ولا درهما ، ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي فإنه صدقة " . وعن عائشة : غن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ورضى الله عنهما أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيما أفاء الله على رسوله ، وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) التي بالمدينة وفدك ، وما بقى من خمس خيبر ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا نورث ما تركناه صدقةٌ " إنما يأكل من آل محمد في هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا ، فوجدت فاطمة على أبي بكر ، فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ستة أشهر . وعن أبي جعفر قال : جاءت فاطمة إلى أبي بكر تطلب ميراثها ، وجاء العباس بن عبد المطلب يطلب ميراثه ، وجاء معهما علي بن أبي طالب ، فقال أبو بكر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " لا نورث ، ما تركنا صدقةٌ " وما كان النبي يعول فعلى ، فقال علي : " وورث سليمان داود " وقال زكريا : " يرثي ويرث من آل يعقوب " قال أبو بكر : هو هذا ، والله تعلم مثل ما أعلم . فقال علي : هذا كتاب الله ينطق ، فسكتوا وانصرفوا . وعن زيد بن أسلم عن أبيه ، قال سمعت عمر بن الخطاب يقول : لما كان اليوم الذي توفي فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بويع لأبي بكر في ذلك اليوم ، فلما كان من الغد جاءت فاطمة إلى أبي بكر - رضي الله عنهما - معها علي رضي الله عنه فقالت : ميراثي من رسول الله أبي ، ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال أبو بكر : أمن الرثة أو من العقد ؟ قالت : فدك وخيبر وصدقاته بالمدينة أرثها كما ترثك بناتك إذا مت ، قفال أبو بكر : أبوك والله خير مني ، وأنت والله خير من بناتي ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا نورث ، ما تركنا صدقةٌ " يعني هذه الأموال القائمة ، فتعلمين أن أباك أعطاكها ؟ فوالله لئن قلت نعم لأقبلن قولك ولأصدقنك . قالت : جاءتني أم أيمن فأخبرتني أنه أعطاني فدك . قال : فسمعته يقول

الصفحة 260