كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 261 """"""
هي لك ؟ فإذا قلت قد سمعته فهي لك ، فأنا أصدقك وأقبل قولك . قالت : قد أخبرتك ما عندي ، عن عمرو بن الحارث ختن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أخي ميمونة قال : والله ما ترك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عند موته درهما ولا دينارا ، ولا عبدا ولا أمة ، ولا شيئا إلا بغلته البيضاء وسلاحه ، وأرضها تركها صدقة . وعن زر بن حبيش : أن إنسانا سأل عائشة رضي الله عنها عن ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت : عن ميراث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تسألني ؟ لا أبا لك توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولم يدع دينارا ولا درهما ، ولا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا . وعن ابن عباس نحوه ، قال : وترك درعه رهناً عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير . وقد روى أنه ( صلى الله عليه وسلم ) ترك يوم مات ثوبي حبرة وإزرار عمانيا ، وثوبين صحاريين ، وقميصا صحاريا ، وجبة يمينة ، وخميصة وكساء أبيض ، وقلانس صغارا لاطئة ثلاثا أو أربعا ، وإزارا طوله خمسة أشبار ، وملحفة مورسة . ( صلى الله عليه وسلم ) . هذا الذي أورده الشيخ محب الدين الطبري في مختصر السيرة .
ذكر ما نال أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وآله من الحزن على فقده ، ونبذه مما رثوه به ( صلى الله عليه وسلم )
روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : : لما ثقل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) جعل يتغشاه الكرب ، فقالت فاطمة : واكرب أبتاه ، فقال لها ( صلى الله عليه وسلم ) : " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " . فلما مات ( صلى الله عليه وسلم ) قالت فاطمة : يا أبتاه أجاب رباً دعاه ، يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبريل ينعاه ، يا أبتاه من ربه ما أدناه قال : فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) التراب ؟ . وعن عكرمة قال : لما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بكت أم أيمن ، فقيل لها أتبكين على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؟ فقالت : أما والله أبكي عليه ألا أكون أعلم أنه ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا ، ولكن أبكي على خبر السماء انقطع .
وعن عبد الرحمن ابن سعد بن يربوع قال : جاء علي بن أبي طالب يوما متقنعا متحازنا ، فقال أبو بكر : أراك متحازنا ، فقال علي : إنه عناني ما لم يعنك ، قال يقول أبو بكر : اسمعوا كما يقول أنشدكم الله أترون أحدا كان أحزن على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منى ؟ . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت عثمان بن عفان يقول : توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كاد بعضهم يوسوس .

الصفحة 261