كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 262 """"""
وعن القاسم بن محمد : أن رجلا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ذهب بصره فدخل عليه أصحابه يعودونه ، فقال : إنما كنت أريدهما لأنظر بهما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأما إذ قبض الله نبيه فما يسرني أن ما بهما بظبي من ظباء تبالة . وأما عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فإنها لازمت قبره ( صلى الله عليه وسلم ) .
ورثى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جماعةٌ من أصحابة وعماته رضي الله عنهم فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
يا عين فابكي ولا تسأمي . . . وحق البكاء على السيد
على خير خندف عن البلا . . . ء أمسى يغيب في الملحد
فصلى المليك ولي العباد . . . ورب البلاد على أحمد
فكيف الحياة لفقد الحبيب . . . وزين المعاشر في المشهد
فليت الممات لنا كلنا . . . وكنا جميعاً مع المهتدي
وقال أيضاً رضوان الله عليه :
لما رأيت نبينا متجدلاً . . . ضاقت علي بعرضهن الدور
وارتعت روعة مستهامٍ والهٍ . . . والعظم مني واهنٌ مكسور
أعتيق ويحك إن حبك قد ثوى . . . وبقيت منفردا وأنت حسير
ياليتني من قبل مهلك صاحبي . . . غيبت في جدثٍ علي صخور
فلتحدثن بدائعٌ من بعده . . . تعيا بهن جوانحٌ وصدور
وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب :
ارقت فبات ليلي لا يزول . . . وليل أخي المصيبة فيه طول
وأسعدني البكاء وذاك فيما . . . أصيب المسلمون به قليل
لقد عظمت مصيبتنا وجلت . . . عشية قيل قد قبض الرسول
وأضحت أرضنا مصيبتنا مما عراها . . . تكاد بنا جوانبها تميل
فقدنا الوحي والتنزيل فينا . . . يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحق ما سالت عليه . . . نفوس الناس أو كربت تسيل