كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 264 """"""
مصدقاً للنبيين الألى سلفوا . . . وأبذل الناس للمعروف للجادي
خير البرية إني كنت في نهرٍ . . . جارٍ فأصبحت مثل المفرد الصادي
أمسى نساؤك عطلن البيوت فما . . . يضربن خلف قفا سترٍ بأوتاد
مثل الرواهب يلبسن المسوح وقد . . . أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي
وقال أيضاً :
ما بال عينك لا تنام كأنما . . . كحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعاً على المهدي أصبح ثاوياً . . . يا خير من وطئ الحصى لا تبعد
يا ويح أنصار النبي ورهطه . . . بعد المغيب في سواء الملحد
جنبي يقيك الترب لهفي ليتني . . . غيبت قبلك في بقيع الغرقد
يا بكر آمنة المبارك ذكره . . . ولدته محصنةٌ بسعد الأسعد
نوراً أضاء على البرية كلها . . . من يهد للنور المبارك يهتدي
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم . . . يا لهف نفسي ليتني لم أولد
بأبي وأمي من شهدت وفاته . . . في يوم الاثنين النبي المهتد
وظللت بعد وفاته متبلدا . . . يا ليتني صبحت سم الأسود
أو حل أمر الله فينا عاجلاً . . . في روحة من يومنا أو في غد
فتقوم ساعتنا فنلقى سيداً . . . محضاً مضاربه كريم المحتد
يا رب فاجمعنا معاً ونبينا . . . في جنة تفقي عيون الحسد
في جنة الفردوس فاكتبها لنا . . . يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد
والله أسمع ما حييت بهالكٍ . . . إلا بكيت على النبي محمد
ضاقت بالانصار البلاد فأصبحوا . . . سوداً وجوههم كلون الإثمد
ولقد ولدناه وفينا قبره . . . وفضول نعمته بنا لم يجحد