كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 265 """"""
والله أهداه لنا وهدى به . . . أنصاره في كل ساعة مشهد
صلى الإله ومن يحف بعرشه . . . والطيبون على المبارك أحمد
ووقفت فاطمة الزهراء رضي الله عنها على قبره ( صلى الله عليه وسلم ) فقالت :
ما ضر من قد شم تربة أحمد . . . ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائبٌ لو أنها . . . صبت على الأيام صرنا لياليا
وقالت رضي الله عنها :
اغبر آفاق السماء وكورت . . . شمس النهار وأظلم العصران
والأرض من بعد النبي كئيبةٌ . . . أسفاً عليه كثيرة الرجفان
فلتبكه شرق البلاد وغربها . . . ولتبكه مضرٌ وكل يماني
وليبكه الطود المعظم جوه . . . والبيت ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك صنوه . . . صلى عليك منزل الفرقان
نفسي فداؤك ما لرأسك مائلاً . . . ما وسدوك وسادة الوسنان
وقالت صفية بنت عبد المطلب :
أفاطم بكي ولا تسأمي . . . بصبحك ما طلع الكوكب
هو المرء يبكى وحق البكا . . . على الماجد السيد الطيب
فأوحشت الأرض من فقده . . . وأي البرية لا ينكب فمالي بعدك حتى المما . . . ت إلا الجوى الداخل المنصب
فبكي الرسول وحقت له . . . شهود المدينة والغيب
لتبكيك شمطاء مضرورةٌ . . . إذا حجب الناس لا تحجب
ليبكيك شيخٌ أبو ولدة . . . يطوف بعقوته أشهب
ويبكيك ركبٌ إذا أرملوا . . . فلم يلف ما طلب الطلب