كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 266 """"""
وتبكي الأباطح من فقده . . . وتبكيه مكة والأخشب
فعيني مالك لا تدمعين . . . وحق لدمعك يستسكب
وقالت صفية أيضاً :
عين جودني بدمعة تسكاب . . . للنبي المطهر الأواب
عين من تندبين بعد نبيٍ . . . خصه الله ربنا بالكتاب
فاتحٌ خاتمٌ رءوفٌ رحيمٌ . . . صادث القيل طيب الأثواب
مشفق ناصح شفيق علينا . . . رحمة من إلهنا الوهاب
رحمة الله والسلام عليه . . . وجزاه المليك حسن الثواب
وقالت أروى بنت عبد المطلب :
ألا يا عين ويحك أسعديني . . . بدمعك ما بقيت وطاوعيني
ألا يا عين ويحك واستهلي . . . على نور البلاد وأسعديني
فإن عذلتك عاذلةٌ فقولي . . . علام وفيم ويحك تعذليني
على نور البلاد معاً جميعاً . . . رسول الله أحمد فاتركيني
فإلا تقصري بالعذل عني . . . فلومي ما بدا لك أو دعيني
لأمرٍ هدني وأذل ركني . . . وشيب بعد جدتها قروني
وقالت عاتكة بنت عبد المطلب :
يا عين جودي ما بقيت بعبرة . . . سحًّا على خير البرية أحمد
يا عين فاحتفلي وسحّي واسمحي . . . فابكي على نور البلاد محمد
أنّى لك الويلات مثل محمدٍ . . . في كل نائبةٍ تنوب ومشهد
فابكي المبارك والموفق ذا التقى . . . حامي الحقيقة ذا الرشاد المرشد
من ذا يفك عن المغلل غله . . . بعد المغيب في الضريح الملحد
أم من لكل مدفع ذي حاجة . . . ومسلسلٍ يشكو الحديد مقيد
أم من لوحي الله ينزل بيننا . . . في كل ممسى ليلةٍ أو في غد
فعليك رحمة ربنا وسلامه . . . يا ذا الفواضل والندى والسؤد

الصفحة 266