كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 27 """"""
كأنّهم في الوغى والموت مكتنعٌ . . . أسدٌ بحلية في أرساغها فدع
خذ منهم ما أتى عفوًا إذا غضبوا . . . ولا يكن همّك الأمر الذي منعوا
فإنّ في حربهم فاترك عداوتهم . . . شرًّا يخاض عليه السّمّ والسّلع
أكرم بقومٍ رسول الله شيعتهم . . . إذا تفاوتت الأهواء والشّيع
أهدى لهم مدحتي قلبٌ يؤازره . . . فيما أحبّ لسانٌ حائكٌ صنع
فإنّهم أفضل الأحياء كلّهم . . . إن جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا
وقال أبو محمد عبد الملك بن هشام رحمه الله : حدّثني بعض أهل العلم بالشعر من بني تميم أن الزّبرقان بن بدرٍ لمّا قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في وفد بني تميم ، قام فقال :
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا . . . إذا اختلفوا عند احتضار المواسم
بأنّا فروع الناس في كلّ موطنٍ . . . وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وأنّا نذود المعلمين إذا انتخوا . . . ونضرب رأس الأصيد المتفاقم
وأنّ لنا المرباع في كلّ غارةٍ . . . نغير بنجدٍ أو بأرض الأعاجم
فقام حسان بن ثابت فأجابه ، فقال :
هل المجد إلاّ السّودد العود والنّدى . . . وجاه الملوك واحتمال العظائم
نصرنا وآوينا النّبيّ محمدًا . . . على أنف راضٍ من معدٍّ وراغم
بحيٍّ حريدٍ أصله وثراؤه . . . بجابية الجولان وسط الأعاجم
نصرناه لمّا حلّ وسط ديارنا . . . بأسيافنا من كلّ باغٍ وظالم