كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 3 """"""
بسم الله الرحمن الرحيم وبه توفيقي
ذكر وفادات العرب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما يتّصل به
كانت أكثر وفادات العرب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في السنة التاسعة من الهجرة ؛ ولذلك سمّيت سنة الوفود . وذلك أن العرب إنما كانوا ينتظرون فتح مكة وإسلام هذا الحيّ من قريش ؛ فلما فتح الله عز وجل على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) مكة - شرفها الله تعالى - وأسلم من أسلم من قريش ، وفدت عند ذلك وفادات العرب من كل قبيلة وجهة ، ودخلوا في دين الله أفواجا ، كما قال الله تعالى : " إذا جاء نصر الله والفتح . ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً . فسبح بحمد ربّك واستغفره إنّه كان توّاباً " . وقد رأينا إيراد ذلك على نحو ما أورده أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع في طبقاته الكبرى ، ونذكر ما أورده ابن سعد ممّن ذكرهم أبو محمد عبد الملك ابن هشام رحمه الله ، إلا أنّا نبدأ من ذلك بذكر من وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة قبل هجرته إلى المدينة ، ثم نذكر من وفد عليه ( صلى الله عليه وسلم ) بعد هجرته إلى المدينة وقبل فتح مكة ، نقدّمهم على حسب السابقة ، ثم نذكر من عدا هؤلاء من الوفود الذين وفدوا في سنة تسعٍ وما بعدها ؛ نرتّبهم على ما رتّبهم محمد ابن سعد في طبقاته في التقديم والتأخير ، ونستثنى منهم من تقدّم ذكره ؛ فنقول وبالله التوفيق :
ذكر من وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة قبل الهجرة
وفد عليه ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة غفارٌ ، وأزد شنوءة ، وهمدان ، والطّفيل بن عمرو الدّوسيّ ، ونصارى الحبشة .
الصفحة 3
281