كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 31 """"""
ذكر وفد كلاب
قال : قدم وفد كلاب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سنة تسعٍ من الهجرة ، وهم ثلاثة عشر رجلا ، فيهم لبيد بن ربيعة ، وجبّار بن سلمى ، فأنزلهم دار رملة بنت الحارث ، فقالوا : يا رسول الله ، إنّ الضحاك بن سفيان سار فينا بكتاب الله وبسنّتك التي أمرته ، وأنه دعانا إلى الله فاستجبنا لله ولرسوله ، وأنه أخذ الصّدقة من أغنيائنا فردّها على فقرائنا .
ذكر وفد رؤاس بن كلاب
روي عن أبي نفيع طارق بن علقمة الرؤاسيّ أنه قال : قدم رجلٌ منّا يقال له عمرو بن مالك بن قيس الرّؤاسيّ على النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلم ، ثم أتى قومه فدعاهم إلى الإسلام ، فقالوا : حتى نصيب من بني عقيل بن كعب مثل ما أصابوا منّا ، فخرجوا يريدونهم ، وخرج معهم عمرو بن مالك فأصابوا فيهم ، ثم خرجوا يسوقون النّعم ، فأدركهم فارسٌ من بني عقيل يقال له ربيعة بن المنتفق بن عامر ابن عقيل ، وهو يقول :
أقسمت لا أطعن إلاّ فارسا . . . إذا الكمأة لبسوا القوانسا
قال أبو نفيع : فقلت نجوتم يا معشر الرّجّالة سائر اليوم ، فأدرك العقيليّ رجلاً من بني عبيد بن رؤاس : يقال له المحرّش بن عبد الله بن عمرو بن عبيد بن رؤاس ، فطعنه في عضده فأخبلها ، فاعتنق المحرّش فرسه ، وقال : يا آل رؤاس فقال ربيعة : رؤاسٌ خيلٌ أو أناسٌ ؟ فعطف على ربيعة عمرو بن مالك فطعنه فقتله . قال : ثم خرجنا نسوق النّعم ، وأقبل بنو عقيل في طلبنا حتى انتهينا إلى تربة ، فقطع ما بيننا وبينهم وادي تربة ، فجعل بنو عقيل ينظرون إلينا فلا يصلون إلى شيء فمضينا . قال عمرو بن مالك : فأسقط في يدي ، وقلت : قتلت رجلا ، وقد أسلمت وبايعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فشددت يدي في غلٍّ إلى عنقي ، ثم خرجت أريد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقد بلغه ذلك ، فقال : " لئن أتاني لأضربنّ ما فوق الغلّ من يده " قال : فأطلقت يدي ، ثم أتيته