كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 32 """"""
فسلّمت عليه فأعرض عنّي فأتيته عن يمينه فأعرض عنّي ، فأتيته عن يساره فأعرض عنّي ، فأتيته من قبل وجهه ، فقلت : يا رسول الله ، إن الربّ ليترضّى فيرضى ، فارض عنّي رضي اله عنك . قال : " قد رضيت عنك " .
ذكر وفد عقيل بن كعب
قال محمد بن السّائب : حدّثنا رجل من بني عقيل بن كعب ، عن أشياخ قومه ، قالوا : وفد منّا من بني عقيل بن كعب على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ربيع ابن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل ، ومطرّف بن عبد الله ، وأنس بن قيس ابن المنتفق ، فبايعوا وأسلموا ، وبايعوه على من وراءهم من قومهم ، فأعطاهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) العقيق عقيق بني عقيل ، وهي أرض فيها عيون ونخل وكتب لهم بذلك كتابا في أديم أحمر : " بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أعطى محمد رسول الله ربيعًا ومطرّفا وأنسًا ؛ أعطاهم العقيق ما أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وسمعوا وأطاعوا " . ولم يعطهم حقّا لمسلم ، وكان الكتاب في يد مطرّف . ووفد عليه أيضا لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل ، فأعطاه ماء يقال له النّظيم وبايعه على قومه .
قال : وقدم عليه أبو حرب بن خويلد بن عامر بن عقيل ، فقرأ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عليه القرآن ، وعرض عليه الإسلام ، فقال : أما وايم الله لقد لقيت الله أو لقيت من لقيه ، فإنّك لتقول قولاً لا نحسن مثله ، ولكن سوف أضرب بقداحي هذه على ما تدعوني إليه ، وعلى ديني الذي أنا عليه ، وضرب بالقداح ، فخرج على سهم الكفر ، ثم أعاد فخرج عليه ثلاث مرّات . فقال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أبى هذا إلاّ ما ترى ، ثم رجع إلى أخيه عقال بن خويلد ، فقال له : قلّ خيسك . أي قلّ خيرك . فقال : هل لك في محمد ابن عبد الله ؟ يدعو إلى دين الإسلام ، ويقرأ القرآن ، وقد أعطاني العقيق إن أنا أسلمت ، فقال له عقال : أنا والله أخطّك أكثر مما يخطّك محمد ، ثم ركب فرسه وجرّ رمحه على أسفل العقيق ، فأخذ أسفله وما فيه من عين ، ثم إنّ عقالا قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فعرض عليه الإسلام ، وجعل يقول له : " أتشهد أن محمدا رسول الله " أتشهد أن محمدا رسول الله " ؟ فيقول : أشهد أن هبيرة بن النّفاضة نعم الفارس يوم قرنى لبان . ثم قال : " أتشهد أن محمدا رسول الله " ؟ قال : " أشهد أنّ الصّريح تحت الرّغوة " ثم قال له الثالثة : " أتشهد " ؟ قال : فشهد وأسلم .