كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 34 """"""
عليهنّ ، وكانت السّنة تصيب بني البكّاء ولا تصيبهم ، وفي ذلك يقول محمد بن بشر بن معاوية :
وأبى الذي مسح الرسول برأسه . . . ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزًا . . . عفرًا نواجل لسن باللّجبات
يملأن رفد الحيّ كلّ عشيّةٍ . . . ويعود ذاك الملء بالغدوات
بوركن من منحٍ وبورك مانحًا . . . وعليه منّي ما حييت صلاتي
ذكر وفد كنانة
وبني عبد بن عديّ قالوا : وفد واثلة بن الأسقع الليثيّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالمدينة ، ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يتجهز إلى تبوك ، فصلّى معه الصّبح ، فقال : " من أنت ؟ وما جاء بك ؟ وما حاجتك " ؟ فأخبره عن نسبه ، وقال : أتيتك لأومن بالله ورسوله ؛ فقال رسول الله : " فبايع على ما أحببت وكرهت " . فبايعه ورجع إلى أهله فأخبرهم ؛ فقال أبوه : والله لا أكلّمك كلمةً أبدا ، وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهّزته ، فخرج راجعا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فوجده قد سار إلى تبوك . فقال : من يحملني عقبةً وله سهمي ؟ فحمله كعب بن عجرة حتى لحق برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وشهد معه تبوك . وبعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مع خالد بن الوليد إلى أكيدر ، فجاء بسهمه إلى كعب بن عجرة ، فأبى أن يقبله وسوّغه إياه ، وقال : إنما حملتك لله تعالى .
قال : وقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفد بني عبد بن عدي ، وفيهم الحارث بن أهبان ، وعويمر بن الأحزم ، وحبيب وربيعة ابنا ملّة ، ومعهم رهط من قومهم ؛ فقالوا : يا محمد ، نحن أهل الحرم وساكنوه ، وأعزّ من به ، ونحن لا نريد قتالك ، ولو قاتلت غير قريش قاتلنا معك ، ولكنا لا نقاتل قريشا . وإنا لنحبك ومن أنت منه ، فإن أصبت منّا أحدا خطأ فعليك ديته ، وإن أصبنا أحدا من أصحابك فعلينا ديته . فقال : " نعم " فأسلموا .