كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 35 """"""
ذكر وفد باهلة
قال : وقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مطرّف بن الكاهن الباهليّ بعد الفتح وافدا لقومه ، فأسلم وأخذ لقومه أمانًا ، وكتب له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا فيه فرائض الصّدقات .
ثم قدم نهشل بن مالك الوائليّ من باهلة على رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - وافدا لقومه ، فأسلم وكتب له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام . كتبه عثمان بن عفّان .
ذكر وفد هلال بن عامر
قالوا : قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نفرٌ من بني هلال ، فيهم عبد عوف بن أصرم بن عمرو بن شعيثة فأسلم ؛ فسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عبد الله . وفيهم قبيصة بن المخارق ، فقال : يا رسول الله ، إنّي حملت عن قومي حمالة فأعنّي فيها ؛ قال : " هي لك في الصّدقات إذا جاءت " .
قالوا : ووفد زياد بن عبد الله بن مالك ، فلما دخل المدينة ، توجه إلى منزل ميمونة بنت الحارث زوج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكانت خالة زياد - أمّه عزّة بنت الحارث ، وهو يومئذ شاب - فدخل النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) وهو عندها ، فلما رآه غضب ورجع ، فقالت : يا رسول الله ، هذا ابن أختي ، فدخل إليها ثم خرج حتى أتى المسجد ومعه زياد ، فصلّى الظهر ، ثم أدنى زيادا فدعا له ، ووضع يده على رأسه ، ثم حدرها على طرف أنفه . فكانت بنو هلال تقول : ما زلنا نتعرّف البركة في وجه زياد . قال الشاعر لعليّ بن زياد :
يابن الذي مسح النبيّ برأسه . . . ودعا له بالخير عند المسجد
أعني زيادًا لا أريد سواءه . . . من غائرٍ أو متهمٍ أو منجد
ما زال ذاك النور في عرنينه . . . حتى تبوّأ بيته في الملحد

الصفحة 35