كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 36 """"""
ذكر وفد عامر بن صعصعة وخبر عامر بن الطفيل وأربد بن قيس
قال محمد بن سعد : قدم عامر بن الطّفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وأربد بن ربيعة بن مالك بن جعفر . - قال ابن إسحق : وأبد بن قيس ابن جزء بن خالد بن جعفر ، وجبّار بن سلمى بن مالك بن جعفر - على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - . - قال ابن سعد - فقال عامر بن الطّفيل : يا محمد ، مالي إن أسلمت ؟ قال : " لك ما للمسلمين ، وعليك ما عليهم " . قال : أتجعل لي الأمر من بعدك ؟ قال : " ليس ذلك لك ولا لقومك " قال : أفتجعل لي الوبر ولك المدر ؟ قال : " لا " ، ولكنّي أجعل لك أعنّة الخيل ، فإنك امرؤ فارس " . قال : أو ليست لي ؟ لأملأنها عليك خيلاً ورجلا . ثم ولّيا ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللّهم اكفنيهما ، اللّهم واهد بني عامر وأغن الإسلام عن عامر " - يعني ابن الطّفيل .
وقال ابن إسحق : قدم عامر بن الطّفيل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو يريد الغدر به ، وقد قال له قومه : يا عامر ، إن الناس قد أسلموا فأسلم ، فقال : والله لقد كنت آليت ألاّ أنتهي حتّى تتبع العرب عقبي ، وأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ثم قال لأربد بن قيس : إذا قدمنا على الرجل فإني سأشغل عنك وجهه ، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف . فلما قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال عامر بن الطّفيل . يا محمد ، خالّني . قال : " لا والله حتى تؤمن بالله وحده " ، فجعل يكرر هذا القول ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يعيد عليه مقالته ، وهو في ذلك ينتظر من أربد ما أمره به ، فلم يصنع أربد شيئا ، وكان آخر ما قال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أما والله لأملأنّها عليك خيلا ورجلا ، فلما ولّى قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اللهم اكفني عامر ابن الطّفيل " فلما خرجوا من عنده قال عامر لأربد : ويلك أين ما كنت أمرتك به ؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف عندي على نفسي منك ، وايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا . قال له أربد : لا أبا لك لا تعجل عليّ ، والله ما هممت بالذي أمرتني به من أمره إلا دخلت بيني وبين الرجل ، حتى لا أرى غيرك أفأضربك بالسيف قال : وخرجوا راجعين إلى بلادهم ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، بعث الله على عامر بن الطّفيل الطاعون في