كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
وإن شئت فتيانًا بكفّي أمرهم . . . يكبّون كبش العارض المتألّق
فلما أصبح ضمّ عليه سلاحه ، وقد تغيّر لونه ، وهو يقول :
لعمري وما عمري عليّ بهيّنٍ . . . لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
وقد علم المزنوق أنّي أكرّه . . . على جمعهم كرّ المنيح المشهّر
إذا ازورّمن وقع السّنان زجرته . . . وأخبرته أنّي امرؤ غير مقصر
وأخبرته أنّ الفرار خزايةٌ . . . على المرء ما لم يبد عذرًا فيعذر
لقد علمت عليا هوازن أنّني . . . أنا الفارس الحامي حقيقة جعفر
فجعل يركض في الصحراء ويقول : ابرز يا ملك الموت ثم أنشأ يقول :
ألا قرّب المزنوق إذ جدّ ما أرى . . . لتعريض يومٍ شرّه غير حامد
ألا قرّباه إنّ غاية جرينا . . . إذا قرب المزنوق بين الصّفائد
بنو عامرٍ قومي إذا ما دعوتهم . . . أجابوا ولبّى منهم كلّ ماجد
ويقول : والّلات لئن أصحر إليّ وصاحبه - يعني ملك الموت - لأنفذتهما برمحي .
قال : فلما رأى الله عزّ وجلّ ذلك منه ، أرسل ملكا فلطمه بجناحه ، فأرداه في التراب ، وخرجت على ركبته غدّة عظيمة في الوقت ، فعاد إلى بيت السّلوليّة وهو يقول : غدّة كغدّة البعير ، وموتٌ في بيت سلولية . ثم دعا بفرسه فركبه ، ثم أجراه حتى مات على ظهره .
قال : فرثى لبيد بن ربيعة أخاه أربد بجملة من المراثي ؛ فمنها هذه الأبيات :
قضّ اللّبانة لا أبا لك واذهب . . . والحق بأسرتك الكرام الغيّب

الصفحة 38