كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 46 """"""
ذكر وفد بكر بن وائل
قال ابن سعد : قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وكان في الوفد بشير بن الخصاصيّة ، وعبد الله بن مرثد ، وحسّان بن خوط ؛ ولذلك يقول رجلٌ من ولد حسّان :
أنا ابن حسّان بن خوط وأبى . . . رسول بكرٍ كلّها إلى النّبيّ
قالوا : وقدم معهم عبد الله بن أسود بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس ، وكان ينزل اليمامة ، فباع ما كان له من مال باليمامة ، وهاجر وقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجراب من تمر ، فدعا له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالبركة . وحيث ذكرنا وفد بكر بن وائل فلنذكر خبر الأعشى .
ذكر خبر أعشى بن قيس وامتداحه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ورجوعه قبل لقائه
قال أبو محمد عبد الملك بن هشام : حدّثني خلاّد بن قرّة بن خالد السّدوسيّ ، وغيره من مشايخ بكر بن وائل من أهل العلم ، أنّ أعشى بني قيس بن ثعلبة بن عكابة ابن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل ، خرج إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يريد الإسلام ، فقال يمدح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا . . . وبتّ كما بات السّليم مسهّدا
وما ذاك من عشق النّساء وإنّما . . . تناسيت قبل اليوم صحبة مهددا ولكن أرى الدّهر الّذي هو خائنٌ . . . إذا أصلحت كفّاي عاد فأفسدا
كهولاً وشبّانًا فقدت وثروةً . . . فلله هذا الدّهر كيف تردّدا
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافعٌ . . . وليدًا وكهلاً حين شبت وأمردا
وأبتذل العيس المراقيل تغتلي . . . مسافة ما بين النّجير فصرخدا