كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 47 """"""
ألا أيّهذا السّائلي أين يمّمت . . . فإنّ لها في أهل يثرب موعدا
فإن تسألي عنّي فياربّ سائلٍ . . . حفيٍّ عن الأعشى به حيث أصعدا
أجدّت برجليها النّجاء وراجعت . . . يداها خنافًا ليّنًا غير أحردا
وفيها إذا ما هجّرت عجرفيّةٌ . . . إذا خلت حرباء الظّهيرة أصيدا
وأمّا إذا ما أدلجت فترى لها . . . رقيبين جديًا ما يغيب وفرقدا
فآليت لا آوي لها من كلالةٍ . . . ولا من حفًى حتّى تلاقي محمّدًا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشمٍ . . . تراحي وتلقى من فواضله ندا
نبيٌّ يرى ما لا ترون وذكره . . . أغار لعمري في البلاد وأنجدا
له صدقاتٌ ما تغبّ ونائلٌ . . . وليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدّك لم تسمع وصاة محمدٍ . . . نبيّ الإله حيث أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التّقى . . . ولاقيت بعد الموت من قد تزوّدا
ندمت على ألاّ تكون كمثله . . . فترصد للأمر الذي كان أرصدا
فإيّاك والميتات لا تقربنّها . . . ولا تأخذن سهمًا حديدًا لتفصدا
ولا النّصب المنصوب لا تنسكنّه . . . ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا