كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 48 """"""
ولا تقربنّ جارةً إنّ سرّها . . . عليك حرامٌ فانكحن أو تأبّدا
وذا الرّحم القربى فلا تقطعنّه . . . لعاقبةٍ ولا الأسير المقيّدا
وسبّح على حين العشيّات والضّحى . . . ولا تحمد الشّيطان والله فاحمدا
ولا تسخرن من بائسٍ ذي ضرارةٍ . . . ولا تحسبنّ المال للمرء مخلدا
فلما كان بمكة أو قريبا منها ، اعترضه بعض المشركين من قريش ، فسأله عن أمره ، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ليسلم ، فقال له : يا أبا بصير إنه يحرّم الزّنى . فقال الأعشى له : والله إن ذلك لأمرٌ مالي فيه من أربٍ . فقال : يا أبا بصير فإنه يحرّم الخمر . فقال : أمّا هذه فو الله إنّ في النفس منها لعلالاتٍ ، ولكنّي منصرف فأتروّى منها عامي هذا ثم آتيه فأسلم . فانصرف فمات من عامه ذلك ، ولم يعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
ذكر وفد تغلب
قال : وقدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفد بني تغلب ، وهم ستة عشر رجلا مسلمين ، ونصارى عليهم صلب الذّهب ، فنزلوا دار رملة بنت الحارث ، فصالح ( صلى الله عليه وسلم ) النّصارى على أن يقرّهم على ذمّتهم ، على ألاّ يصبغوا أولادهم في النّصرانية ، وأجاز المسلمين منهم بجوائزهم .
ذكر وفد حنيفة
قالوا : قدم وفد بني حنيفة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهم بضعة عشر رجلا ، فيهم رجّال بن عنفوة ، وسلمى بن حنظلة ، وطلق بن عليّ بن قيس ، وحمران بن جابر ، وعليّ بن سنان ، والأقعس بن مسلمة ، وزيد بن عمرو ، ومسيلمة ابن حبيب ، وهو الكذّاب . وعلى الوفد سلمى بن حنظلة ، فأنزلوا دار رملة بنت الحارث ، وأجريت عليهم ضيافة . فأتوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في المسجد ، فسلّموا عليه وشهدوا شهادة الحقّ ،