كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 55 """"""
مع أمّكما " فأبيا ومضيا ، وهما يقولان : والله إنّ رجلاً أطعمنا القلب ، وزعم أنّ أمّنا في النار لأهل ألاّ يتّبع ، فلما كان ببعض الطريق ، لقيا رجلا من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، معه إبل من إبل الصّدقة ، فأوثقاه وطردا الإبل ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فلعنهما فيمن كان يلعن في قوله : " لعن الله رعلا وذكوان وعصيّة ولحيان وابنا مليكة " .
قال محمد بن سعد : وقدم أبو سبرة وهو يزيد بن مالك بن عبد الله الجعفيّ على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ومعه ابناه سبرة وعزيز فأسلموا . وسمى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عزيزًا عبد الرحمن . وقال له أبو سبرة : يا رسول الله : إن بظهر كفّي سلعةً قد منعتني من خطام راحلتي ، فدعا بقدح ، وجعل يضرب به على السّلعة ويمسحها فذهبت ، ودعا له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولابنيه فقال : يا رسول الله ، أقطعني وادي قومي باليمن ، وكان يقال له جردان ففعل ، قال : وعبد الرحمن هذا هو أبو خيثمة عبد الرحمن .
ذكر وفد مراد
قالوا : قدم فروة بن مسيكٍ المراديّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مفارقًا لملوك كندة ومباعدا لهم ، وقال في ذلك :
لمّا رأيت ملوك كندة أعرضت . . . كالرّجل خان الرّجل عرق نسائها
قرّبت راحلتي أؤمّ محمدًا . . . أرجو فواضلها وحسن ثرائها
وبايع النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونزل على سعد بن عبادة ، وكان يتعلم القرآن وفرائض الإسلام وشرائعه ، فأجازه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) باثنتي عشرة أوقية ، وحمله على يعير وأعطاه حلّة من نسج عمان ، واستعمله على مراد وزبيد ومذحج ، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصّدقات ، وكتب له كتابا فيه فرائض الصّدقة ، فلم يزل على الصّدقة حتى توفي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .