كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
ذكر وفد زبيد
قال ابن سعد : قدم وفد عمرو بن معدي كرب الزّبيديّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المدينة ، في عشرة نفر من زبيد ، فنزل على سعد بن عبادة فأكرمه سعد وراح به إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلم هو ومن معه ، وأقام أياما ، ثم أجازه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وانصرف إلى بلاده ، فأقام مع قومه على الإسلام ، وعليهم فروة بن مسيك ، فلما توفّي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ارتدّ ، ثم رجع إلى الإسلام ، وأبلى يوم القادسية وغيرها .
قال محمد بن إسحاق : كان عمرو بن معدي كرب قد قال لقيس بن مكشوح المراديّ حين انتهى إليهم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا قيس ، إنك سيد قومك ، وقد ذكر لنا أنّ رجلا من قريش يقال له محمد خرج بالحجاز ، يقال إنه نبي ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيا كما يقول فإنه لن يخفى عليك ، إذا لقيناه اتبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه ، فأبى عليه قيس ، فركب عمرو ابن معدي كرب حتى قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلم ، فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا وتحطّم عليه ، وقال : خالفني وترك رأيي ، فقال عمرو في ذلك :
أمرتك يوم ذي صنعا . . . ء أمرا بيّنًا رشده
أمرتك باتّقاء الله تأتيه وتتّعده
فكنت كذي الحميّر غرره ممّا به وتده
تمنّاني على فرسٍ . . . عليه جالسًا أسده
عليّ مفاضةٌ كالنّه . . . ى أخلص ماءه حدده
تردّ الرّمح مثنيّ السّ . . . نان عوائرًا قصده
فلو لاقيتني للقي . . . ت ليثًا فوقه لبده

الصفحة 56