كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
تلاقي ضيغمًا شثن ال . . . براثن ناشزًا كتده
يسامى القرن إن قرنٌ . . . تيمّمه فيعتضده
فيأخذه فيرفعه . . . فيخفضه فيقتصده
فيدمغه فيخطمه . . . فيخضمه فيزدرده
ظلوم الشّرك فيما أح . . . رزت أنيابه ويده
ذكر وفد كندة
قالوا : قدم الأشعث بن قيس على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في بضعة عشر راكبا من كندة . قاله ابن سعد - وقال ابن إسحق : في ثمانين راكبا - فدخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد ، وقد رجّلوا جممهم وتكحّلوا ، عليهم جبب الحبرة قد كفّفوها بالحرير ، وعليهم الدّيباج ظاهرٌ مخوّص بالذهب ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " ألم تسلموا " ؟ قالوا : بلى ، قال : " فما بال هذا عليكم " قال : فشقّوه وألقوه ، ثم قال له الأشعث بن قيس : يا رسول الله ، نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار . فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قال : " ناسبوا بهذا النّسب العبّاس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث " . قال : وكانا تاجرين ، وكانا إذا شاعا في بعض العرب ، فسئلا ممن هما ، قالا : نحن بنو آكل المرار : يتعزّزان بذلك . وآكل المرار هو الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية ، وقد تقدم خبره في وقائع العرب . قال : ثم قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " لا ، نحن بنو النّضر بن كنانة ، لا نقفو أمّنا ولا ننتفي من أبينا " فقال الأشعث بن قيس : يا معشر كندة ، والله لا أسمع رجلا يقولها إلا ضربته ثمانين .
قال محمد بن سعد : فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم أجازهم بعشرة أواقٍ ، وأعطى الأشعث ثنتي عشرة أوقية .

الصفحة 57