كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 58 """"""
ذكر وفد الصّدف
قال ابن سعد : وفد وفد الصّدف على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهم بضعة عشر رجلا ، على قلائص لهم ، في أزر وأردية ، فصادفوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فيما بين بيته وبين المنبر ، فجلسوا ولم يسلّموا فقال : " أمسلمون أنتم " ؟ قالوا : نعم . قال : " فهلاّ سلّمتم " ، فقاموا فقالوا : السّلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله ، فقال : " وعليكم السّلام ، اجلسوا " فجلسوا ، وسألوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن أوقات الصلوات فأخبرهم بها .
ذكر وفد سعد هذيم
قال ابن سعد يرفعه إلى أبي النعمان عن أبيه قال : قدمت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وافدا في نفر من قومي ، فنزلنا ناحية من المدينة ، ثم خرجنا نؤمّ المسجد ، فنجد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يصلّي على جنازة في المسجد ، فانصرف فقال : " من أنتم " ؟ قلنا : من بني سعد هذيم ، فأسلمنا وبايعنا ، ثم انصرف إلى رحالنا ، فأمر بنا فأنزلنا وضيّفنا فأقمنا ثلاثا ، ثم جئناه نودّعه ، فقال : " أمّروا عليكم أحدكم " وأمر بلالاً ، فأجازنا بأواقٍ من فضّة ، ورجعنا إلى قومنا فرزقهم الله الإسلام .
ذكر وفد بليّ
روي عن رويفع بن ثابت البلويّ قال : قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع ، فأنزلتهم عليّ في منزلي ببني جديلة ، ثم خرجت بهم حتى انتهيت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهو جالس مع أصحابه في بقية من الغداة ، فتقدم شيخ الوفد أبو الضّبيب ، فجلس بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فتكلم وأسلم ، وأسلم القوم ، وسألوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن الضّيافة ، وعن أشياء من أمر دينهم فأجابهم ، ثم رجعت بهم إلى منزلي ، فإذا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يأتي منزلي يحمل تمرا يقول : " استعن بهذا التّمر " فكانوا يأكلون منه ومن غيره ، فأقاموا ثلاثا ، ثم جاءوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يودّعونه ، فأمر لهم بجوائز كما كان يجيز الوفد ، ثم رجعوا إلى بلادهم .

الصفحة 58