كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 59 """"""
ذكر وفد بهراء
قال ابن سعد : قدم وفد بهراء من اليمن ، وهم ثلاثة عشر رجلا ، فأقبلوا يقودون رواحلهم ، حتى انتهوا إلى باب المقداد بن عمرو ببني جديلة فخرج إليهم ، فرحّب بهم وأنزلهم ، وأتوا النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلموا وتعلّموا الفرائض وأقاموا أياما ، ثم جاءوا يودّعونه فأمر لهم بجوائزهم ، وانصرفوا إلى أهلهم .
ذكر وفد عذرة
قالوا : قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفد عذرة ، في صفرٍ سنة تسع من مهاجره ، وهم اثنا عشر رجلا ، فيهم حمزة بن النعمان العذريّ ، وسليم وسعد ابنا مالك ، ومالك بن أبي رياح ، فنزلوا دار رملة بنت الحارث ، ثم جاءوا النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فسلّموا بسلام الجاهلية ، وقالوا : نحن إخوة قصيّ لأمه ، ونحن الذين أخرجوا خزاعة وبني بكرٍ عن مكة ، ولنا قرابات وأرحام ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " مرحبًا بكم وأهلاً ، ما أعرفني بكم ، ما منعكم من تحية الإسلام " ؟ قالوا : قدمنا مرتادين لقومنا . وسألوا النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) عن أشياء من أمر دينهم فأجابهم فيها ، فأسلموا وأقاموا أياما ، ثم انصرفوا إلى أهليهم ، وأمر لهم بجوائز كما كان يجيز الوفد ، وكسا أحدهم بردا .
قال : و وفد زمل بن عمرو العذريّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأنشأ يقول حين وفد :
إليك رسول الله أعملت نصّها . . . أكلّفها حزنًا وقوزا من الرّمل
لأنصر خير النّاس نصرًا مؤزّرًا . . . وأعقد حبلاً من حبالك في حبلي
وأشهد أنّ الله لا شيء غيره . . . أدين له ما أثقلت قدمي نعلي
قال : وأخبر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بما سمع من صنمه ، فقال : " ذلك مؤمن الجن " وعقد له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لواءً على قومه ، فشهد به بعد ذلك صفّين مع معاوية ، ثم شهد به المرج فقتل .

الصفحة 59