كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 61 """"""
بحقّها ، ولا يحظر عليكم النّبات ، ولا يؤخذ منكم عشر البنات ، لكم بذلك العهد والميثاق ، ولنا عليكم النّصح والوفاء ، وذمّة الله ورسوله ، شهد الله ومن حضر من المسلمين " .
ذكر وفد جرم
قال ابن سعد : وفد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجلان من جرم ، يقال لأحدهما : الأسقع بن شريح بن صريم بن عمرو بن رياح بن عوف بن عميرة بن الهون ابن أعجب بن قدامة بن جرم بن ربّان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة . والآخر : هوذة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن رياح ، فأسلما وكتب لهما رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا .
وروى عن أبي يزيد - وقد قيل فيه بالباء الموحّدة أبو بريد - عمرو بن سلمة الجرميّ أن أباه ونفرا من قومه ، وفدوا إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حين أسلم الناس ، وتعلّموا القرآن وقضوا حوائجهم ، فقالوا : يا رسول الله من يصلّي بنا ؛ أو لنا ؟ فقال : " ليصلّ بكم أكثركم جمعا - أو أخذًا - للقرآن " . قال : فجاءوا إلى قومهم فلم يجدوا فيهم أحدا أكثر أخذا ، أو جمع من القرآن ما جمعت ، أو أخذت ، قال : وأنا يومئذ غلامٌ عليّ شملةٌ ، فقدّموني فصلّيت بهم ، فما شهدت مجمعا من جرم إلا وأنا إمامهم إلى يومي هذا . وعن عمرو بن سلمة أيضا قال : كنا بحضرة ماءٍ ممرّ الناس عليه ، وكنا نسألهم ، ما هذا الأمر ؟ فيقولون : رجلٌ يزعم أنه نبيٌّ ، وأنّ الله أرسله ، وأنّ الله أوحى إليه كذا وكذا ، فجعلت يومئذ لا أسمع شيئا من ذلك إلاّ حفظته ، كأنما يغرى في صدري بغراء ، حتى جمعت فيه قرآنا كثيرا ، وكانت العرب تلوّم بإسلامها الفتح ، يقولون : انظروا فإن ظهر عليهم فهو صادق ، وهو نبيٌّ . فلما جاءتنا وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم ، فانطلق أبي بإسلام حوائنا ذلك ، وأقام مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما شاء الله أن

الصفحة 61