كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
رسول الله ؟ قال : " إنّ بدن الله لتنحر عنده الآن " قال : فجلس الرجلان إلى أبي بكر ، أو إلى عثمان . فقال لهما : ويحكما إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الآن لينعى لكما قومكما ، فقوما إلى رسول الله فسلاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما . فقاما إليه فسألاه ذلك . فقال : " اللهم ارفع عنهم " فخرجا من عند رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) راجعين إلى قومهما ، فوجدا قومهما قد أصيبوا من صرد في اليوم الذي قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ما قال في تلك الساعة ، فقصّا على قومهما القصّة ، فخرج وفدهم حتى قدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلموا ، فقال : " مرحباً بكم ، أحسن الناس وجوها ، وأصدقه لقاء ، وأطيبه كلاما ، وأعظمه أمانة ، أنتم مني وأنا منكم " وجعل شعارهم مبرورا ، وحمى لهم حمًى حول قريتهم ، على أعلام معلومة للفرس والراحلة وللمثيرة - بقرة الحرث - فمن رعاه من الناس فماله سحتٌ .
ذكر وفد غسّان
قال محمد بن سعد بسنده إلى محمد بن بكير الغسّانيّ ، عن قومه من غسّان ، قالوا قدمنا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان سنة عشر ، المدينة ونحن ثلاثة نفرٍ ، فنزلنا دار رملة بنت الحارث ، ثم أتينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فأسلمنا وصدّقنا ، فأجازهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجوائز وانصرفوا راجعين ، فقدموا على قومهم فلم يستجيبوا لهم ، فكتموا إسلامهم حتى مات منهم رجلان مسلمين ، وأدرك الثالث عمر بن الخطاب عام اليرموك ، فلقي أبا عبيده فخبّره بإسلامه فأكرمه .
ذكر وفد الحارث بن كعب وما كتب به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إليهم
قال ابن سعد : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) خالد بن الوليد في أربعمائة من المسلمين ، في شهر ربيعٍ الأوّل سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران ، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاثا قبل أن يقاتلهم ففعل ، فاستجاب له من هناك من بلحارث بن كعب ، ودخلوا في الإسلام ، ونزل خالد بن الوليد بين أظهرهم ، فعلمهم الإسلام

الصفحة 63