كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 65 """"""
" بسم الله الرحمن الرحيم . هذا بيان من الله ورسوله " يأيّها الّذين آمنوا أوفوا بالعقود " عهد من محمد النبي رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره كله " فإنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون " ، وأمره أن يأخذ الحق كما أمره الله ، وأن يبشّر الناس بالخير ويأمرهم به ، ويعلّم الناس القرآن ويفقّههم فيه ، وينهى الناس ، ولا يمس القرآن إنسان إلا وهو طاهر ، ويخبر الناس بالذي لهم والذي عليهم ، ويلين للناس في الحق ، ويشتدّ عليهم في الظّلم ، فإنّ الله كره الظّلم ، ونهى عنه ، فقال : " ألا لعنة الله على الظّالمين " ، ويبشّر الناس بالجنة وبعملها ، وينذر الناس النار وعملها ، ويستألف الناس حتى يفقّهوا في الدّين ، ويعلّم الناس معالم الحج وسنّته وفريضته ، وما أمر الله به ، والحج الأكبر : الحج الأكبر ، والحج الأصغر هو العمرة ، وينهى الناس أن يصلّي أحدٌ في ثوب واحد صغير ، إلا أن يكون ثوبا يثني طرفيه على عاتقيه ، وينهى أن يحتبيأحد في ثوب واحد يفضي بفرجه إلى السماء ، وينهى أن يعقص أحد شعر رأسه في قفاه ، وينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعاء إلى القبائل والعشائر ، وليكن دعواهم إلى الله وحده لا شريك له ، فمن لم يدع إلى الله ودعا إلى القبائل والعشائر فليقطفوا بالسّيف ، حتى تكون دعواهم إلى الله وحده لا شريك له ، ويأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم وأيديهم إلى المرافق ، وأرجلهم إلى الكعبين ، ويمسحون برءوسهم كما أمرهم الله ، وأمر بالصلاة لوقتها ، وإتمام الركوع والخشوع ، يغلّس بالصّبح ، ويهجّر بالهاجرة حين تميل الشّمس ، وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة ، والمغرب حين يقبل الليل ، لا تؤخّر حتّى تبدو النجوم في السماء ، والعشاء أوّل الليل ، وأمر بالسّعي إلى الجمعة إذا نودي لها ، والغسل عند الرّواح إليها ، وأمره أن يأخذ من المغانم خمس الله ، وما كتب على المؤمنين في الصّدقة من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء ، وعلى ما سقى الغرب نصف

الصفحة 65