كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 66 """"""
العشر ، وفي كل عشرٍ من الإبل شاتان ، وفي كل عشرين من البقر بقرة ، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع : جذع أو جذعة ، وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاةٌ ، فإنها فريضة الله التي افترض على المؤمنين في الصّدقة ، فمن زاد خير له ، وأنه من أسلم من يهوديّ أو نصرانيّ إسلاما خالصا من نفسه ، ودان بدين الإسلام فإنه من المؤمنين ، له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم ، ومن كان على نصرانيته أو يهوديته ، فإنه لا يردّ عنها ، وعلى كل حالمٍ ذكرٍ أو أنثى حرٍّ أو عبدٍ دينارٌ وافٍ ، أو عوضه ثيابا ، فمن أدّى ذلك فإن له ذمّة الله وذمّة رسوله ، ومن منع ذلك فإنه عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين جميعا ، صلوات الله على محمد والسلام عليه ورحمة الله وبركاته " .
ذكر وفد عنسٍ
قال محمد بن السّائب الكلبيّ : حدّثنا أبو زفر الكلبيّ عن رجل من عنس ، قال : كان منّا رجل وفد على النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فأتاه وهو يتعشّى ، فدعا به إلى العشاء فجلس ، فلما تعشّى أقبل عليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله " فقال العنسيّ : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . فقال : " أراغبًا جئت أم راهبًا " فقال : أمّا الرّغبة فوالله ما في يديك مالٌ ، وأمّا الرّهبة فوالله إني لببلد ما تبلغه جيوشك ، ولكنّي خوّفت فخفت ، وقيل لي : آمن بالله فآمنت . فأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، على القوم فقال : " ربّ خطيبٍ من عنس " فمكث يختلف إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم جاء يودّعه ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " اخرج " وبتّته ، أي أعطاه شيئا ، وقال : " إن أحسست شيئا فوائل إلى أدنى قرية " . فخرج فوعك في بعض الطريق ، فوأل إلى أدنى قرية فمات رحمه الله ، واسمه ربيعة .