كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 67 """"""
ذكر وفد الداريّين وما كتب لهم به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما اختصّ به تميم الداريّ وإخوته
قال محمد بن سعد بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله ، وروح بن زنباع الجذاميّ عن أبيه قالا : قدم وفد الدّاريّين على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منصرفه من تبوك وهم عشرة نفر ؛ فيهم تميم ونعيم ابنا أوس بن خارجة بن سود بن جذيمة ابن ذراع بن عديّ بن الدّار بن هانيء بن حبيب بن نمارة بن لخم ، ويزيد بن قيس ابن خارجة ، والفاكه بن النّعمان بن جبلة بن صفّارة بن ربيعة بن ذراع بن عديّ ابن الدّار ، وجبلة بن مالك بن صفّارة ، وأبو هند والطّيّب ابنا ذرٍّ - قال ابن إسحق : برٍّ - وهو عبد الله بن ذرّ بن عمّيت بن ربيعة بن ذراع ، وهانيء بن حبيب ، وعزيز ومرّة ابنا مالك بن سواد . قال ابن إسحق : عرفة . وقال ابن هشام : عزّة . وقال ابن إسحق في مرّة : مروان .
قال ابن سعد : فأسلموا وسمّى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الطيب عبد الله ، وسمّي عزيزًا عبد الرحمن .
قال : وأهدى هانيء بن حبيب لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) راوية خمر وأفراسا وقباء مخوّصا بالذهب ، فقبل الأفراس والقباء وأعطاه العباس بن عبد المطلب ، فقال : ما أصنع به ؟ قال : " تنزع الذهب فتحليه نساءك ، أو تستنفقه ، ثم تبيع الدّيباج فتأخذ ثمنه " ، فباعه العباس من رجل من يهود بثمانية آلاف درهم .
قال وقال تميم : لنا جيرةٌ من الرّوم ، لهم قريتان يقال لأحدهما حبرى والأخرى بيت عينون ، فإن فتح الله عليك الشام فهبهما لي ، قال : " فهما لك " فلما قام أبو بكر رضي الله عنه أعطاه ذلك ، وكتب له به كتابا ، وأقام وفد الدّاريّين حتى توفّي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأوصى لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بجادّ مائة وسقٍ من خيبر ، هكذا حكى ابن سعد في طبقاته .