كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 68 """"""
وشاهدت أنا عند ورثة الصاحب الوزير فخر الدين أبي حفص عمر ، ابن القاضي المرحوم الرئيس مجد الدين عبد العزيز المعروف بابن الخليلي التميميّ رحمه الله ، كتابا يتوارثونه كابرا عن كابر ، يقولون : هو كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الذي كتبه لتميم الداريّ وإخوته ، وهو في قطعة من أدم مربّعة دون الشّبر قد غلّفت بالأطلس الأبيض ، يزعمون أن ذلك من خفٍّ كان لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد بقي بهذه القطعة الأدم آثار أحرف خافية ، لا تكاد تبين إلا بعد إمعان التأمل ، وتحقيق النظر ، وعلى هذه القطعة الأدم من الجلالة ولها من الموقع في النفوس والمهابة ما يقوّي أنها صادرة عن المحل المنيف ، وقرين هذه القطعة الأدم قرطاس أبيض قديم ، يزعمون أن أسلافهم نقلوا ما فيه من الكتابة من كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، قبل أن تزول حروفه . وفيه تسعة أسطر بما في ذلك من البسملة ، وقد رأينا أن نضع ذلك في هذا الكتاب على هيئته في العدد ، وإن لم يوافق الخط ، وهو :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما انطا محمد رسول الله لتميم الداريّ واخوته حبرون والمرطوم وبيت عينون و بيت إبراهيم وما فيهن نطيه بتٍّ بذمتهم ونفذت وسلمت ذلك لهم ولأعقابهم فمن اذاهم اذاه الله فمن اذاهم لعنه الله شهد عتيق ابن أبو قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان وكتب علي بن أبو طالب وشهد .
هكذا شاهدت تلك الورقة التي هي قرين الكتاب ، والكتاب بأيديهم إلى وقتنا هذا ؛ وهو العشر الآخر من ذي القعدة سنة ستّ عشرة وسبعمائة . وهذه الضّياع الأربعة المذكورة بأيديهم إلى وقتنا هذا ، لا ينازعون فيها . وكان الصاحب الوزير

الصفحة 68