كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 69 """"""
فخر الدين عمر بن الخليلي رحمه الله ، إذا نابته نائبة ، أو صودر أو أوذي بوجه من وجوه الأذى ، توسّل إلى الله تعالى بكتاب نبيه ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأظهره للملوك ، فكفوا عن طلبه ، وأفرجوا عنه . ولنرجع إلى أخبار الوفود .
ذكر وفد الرّهاويّين
والرّهاويّين حيّ من مذحج ، قال ابن سعد : وفد خمسة عشر رجلا من مذحج على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سنة عشرٍ ، فنزلوا دار رملة بنت الحارث ، فأتاهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فتحدّث عندهم طويلا . وأهدوا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) هدايا ؛ منها فرس يقال له المرواح ، فأمر به فشوّر بين يديه فأعجبه . فأسلموا وتعلّموا القرآن والفرائض . وأجازهم كما يجيز الوفد ؛ أرفعهم ثنتي عشرة أوقيةً ونشًّا ، وأخفضهم خمس أواقٍ . ثم رجعوا إلى بلادهم . ثم قدم منهم نفر فحجّوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأوصى لهم بجادّ مائة وسقٍ من خيبر في الكتيبة جارية عليهم ، وكتب لهم بها كتابا ، فباعوا ذلك في زمن معاوية .
ذكر وفد غامد
قال : قدم غامد على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في شهر رمضان وهم عشرة ، فنزلوا ببقيع الغرقد ، ثم لبسوا من صالح ثيابهم ، ثم انطلقوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فسلّموا عليه وأقرّوا بالإسلام . وكتب لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كتابا فيه شرائع الإسلام ، وأتوا أبي بن كعب فعلّمهم قرآنا . وأجازهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كما كان يجيز الوفد وانصرفوا .
ذكر وفد النّخع
قالوا : بعث النّخع رجلين منهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وافدين بإسلامهم ، وهما أرطأة بن شراحيل بن كعب ، من بني حارثة بن سعد بن مالك بن النّخع ، والجهيش واسمه الأرقم ، من بني بكر بن عوف من النّخع ، فخرجا حتى قدما على