كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 71 """"""
وقال الطبري : قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفد النّخع وهم مائتا رجل ، وفيهم زرارة بن قيس بن الحارث بن عديّ بن الحارث بن عوف بن جشم ابن كعب بن قيس بن منقذ بن مالك بن النّخع فأسلموا .
ذكر وفد بجيلة
قال ابن سعد : قدم جرير بن عبد الله البجليّ سنة عشرٍ المدينة ، ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يطلع عليكم من هذا الفجّ من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك " فطلع جرير على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا . قال جرير : فبسط رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يده فبايعني ، وقال : " على أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، ثم تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم شهر رمضان ، وتنصح للمسلم ، وتطيع الوالي وإن كان عبدا حبشيا " فقال : نعم ، فبايعه . وقدم قيس بن أبى غرزة الأحمسيّ - وقيل غرزة بن قيس البجليّ - في مائتين وخمسين رجلا من أحمس ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " من أنتم " ؟ فقالوا : نحن أحمس الله . وكان يقال لهم ذاك في الجاهلية . فقال لهم : " وأنتم اليوم لله " . وقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لبلال : " أعط ركب بجيلة وابدأ بالأحمسيّين " ففعل . وسأل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) جرير ابن عبد الله " ما فعل ذو الخلصة " ؟ قال : هو على حاله ، قد بقي والله ، نريح منه إن شاء الله ، فبعثه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إلى هدمه ، وعقد له لواءً فقال : إني لا أثبت على الخيل فمسح صدره ، وقال : " اللهم اجعله هاديا مهديا " فخرج في قومه وهم زهاء مائتين ، فما أطال الغيبة حتى رجع ؛ فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " هدمته " ؟ قال : نعم ، والذي بعثك بالحقّ ، وأخذت ما عليه وأحرقته بالنار ، فتركته كما يسوء من يهوى هواه ، وما صدّنا عنه أحدٌ . قال فبرّك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يومئذ على خيل أحمس ورجالها .

الصفحة 71