كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 72 """"""
ذكر وفد خثعم
قالوا وفد عثعث بن زحر ، وأنس بن مدرك ، في رجال من خثعم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بعد ما هدم جرير بن عبد الله ذا الخلصة ، وقتل من قتل من خثعم ، فقالوا : آمنا بالله ورسوله ، وما جاء من عند الله ، فاكتب لنا كتابا نتبع ما فيه ؛ فكتب لهم كتابا شهد فيه جرير بن عبد الله ومن حضر .
ذكر وفد حضرموت
قالوا : قدم وفد حضرموت مع وفد كندة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهم بنو وليعة ملوك حضرموت ؛ جمد ، ومخوس ، ومشرح ، وأبضعة ، فأسلموا ، وقال مخوس : يا رسول الله ، ادع الله أن يذهب عني هذه الرّتّة من لساني . فدعا له ، وأطعمه طعمة من صدقة حضرموت .
وقدم وائل بن حجر الحضرميّ وافدا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقال : جئت راغبا في الإسلام والهجرة ، فدعا له ومسح رأسه ونودي : " الصلاة جامعة " سرورا بقدوم وائل بن حجر . وأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) معاوية بن أبي سفيان أن ينزله بالحرّة ، فمشى معه ، ووائل راكب ، فقال له معاوية : ألق إليّ نعليك أتوقّى بهما الرّمضاء . قال : لا ، إني لم أكن لألبسهما وقد لبستهما . ومن رواية : لا يبلغ أهل اليمن أن سوقة لبس نعل ملك . قال : فأردفني ، قال : لست من أرداف الملوك ، قال : إنّ الرمضاء قد أحرقت قدمي ، قال : امش في ظلّ ناقتي ، كفاك به شرفا .
ويقال : إن وائل بن حجر هذا وفد بعد ذلك إلى معاوية في خلافته فأكرمه معاوية .