كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 76 """"""
قالوا : ووفد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) رجل من مهرة ، يقال له زهير ابن قرضم بن الجعيل من الشّحر ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدنيه لبعد مسافته ، فلما أراد الانصراف بتّته ، وحمله ، وكتب له كتابا .
ذكر وفد حمير
قالوا : قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مالك بن مرارة الرّهاوي ، رسول ملوك حمير بكتابهم وإسلامهم ، وذلك في شهر رمضان سنة تسع عند مقدمه من تبوك ، وهم : الحارث بن عبد كلال ، ونعيم بن عبد كلال ، والنّعمان قيل ذي رعين ، ومعافر ، وهمدان .
قال ابن إسحق : وبعث إليه زرعة ذو يزنٍ مالك بن مرّة الرّهاويّ فكتب إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " بسم الله الرحمن الرحيم . من محمد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال وإلى نعيم بن عبد كلال ، وإلى النعمان قيل ذي رعينٍ ومعافر وهمدان - أما بعد ذلكم - فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو - أما بعد - فإنه قد وقع بنا رسولكم منقلبنا من أرض الروم ، فلقينا بالمدينة ، فبلّغ ما أرسلتم به ، وخبّر ما قبلكم ، وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين ، وأنّ الله قد هداكم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله ، وأقمتم الصلاة وآتيتم الوكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله ، وسهم النبيّ وصفيّه ، وما كتب على المؤمنين من الصّدقة ، من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء ، وعلى ما سقى الغرب نصف العشر ، و إن في الإبل الأربعين ابنة لبون ، وفي ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر ، وفي كل خمس من الإبل شاة ، وفي كل عشر من الإبل شاتان ، وفي كل أربعين من البقر بقرة ، وفي كل ثلاثين من البقر تبيع جذع أو جذعة ، وفي كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاةٌ ، وأنّها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصّدقة ، فمن زاد خيرا فهو خير له ، ومن أدّى ذلك ، وأشهد على