كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 77 """"""
إسلامه ، وظاهر المؤمنين على المشركين ، فهو من المؤمنين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم وله ذمّة الله وذمّة رسوله ، وإنّه من أسلم من يهوديّ أو نصرانيّ فإنّه من المؤمنين ، له ما لهم ، وعليه ما عليهم ، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يردّ عنها ، وعليه الجزية على كل حالمٍ ذكرٍ أو أنثى ، حرٍّ أو عبدٍ دينارٌ وافٍ ، من قيمة المعافر أو عوضه ثيابًا ، فمن أدّى ذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فإن له ذمّة الله وذمّة رسوله ، ومن منعه فإنه عدوّ لله ولرسوله ( صلى الله عليه وسلم ) .
أما بعد - فإن رسول الله محمدًا النبيّ أرسل إلى زرعة ذي يزن أن إذا أتاكم رسلي فأوصيكم بهم خيرا : معاذ بن جبل ، وعبد الله بن زيد ، ومالك بن عبادة ، وعقبة ابن نمر ، ومالك بن مرّة ، وأصحابهم ، وأن اجمعوا له ما عندكم من الصّدقة ، والجزية من مخالفيكم ، وأبلغوها رسلي ، وأنّ أميرهم معاذ بن جبل فلا ينقلبنّ إلا راضيا .
أما بعد - فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله وأنّه عبده ورسوله ، ثم إن مالك ابن مرّة الرّهاويّ قد حدّثني أنك أسلمت من أوّل حمير وقتلت المشركين ، فأبشر بخير ، وآمرك بحمير خيرا ، ولا تخونوا ولا تخاذلوا ، فإنّ رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - هو مولى غنيّكم وفقيركم ، وأنّ الصّدقة لا تحل لمحمدٍ ولا لأهل بيته ، إنما هي زكاة يزكّى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل ، وأن مالكا قد بلّغ الخبر ، وحفظ الغيب وآمركم به خيرا ، وأنّي أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم ، وآمركم بهم خيرا ، فإنهم منظور إليهم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " .
ذكر وفد جيشان
قال محمد بن سعد : قدم أبو وهب الجّيشانيّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في نفر من قومه ، فسألوه عن أشربة تكون باليمن ، فسمّوا له البتع من العسل ، والمزر من الشّعير ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " هل تسكرون منهما " قالوا : إن أكثرنا سكرنا ، قال : " فحرامٌ قليل ما أسكر كثيره " ، وسألوه عن الرجل يتخذ الشراب فيسقيه عمّا له ، فقال : " كلّ مسكرٍ حرام "

الصفحة 77