كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 78 """"""
.
ذكر وفد سلول
قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النّمريّ رحمه الله : قدم قردة بن نفاثة السّلوليّ ، من بني عمرو بن مرّة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في جماعة من بني سلولٍ ، فأمّره عليهم بعد ما أسلم وأسلموا ؛ فأنشأ يقول :
بان الشّباب فلم أحفل به بالا . . . وأقبل الشّيب والإسلام إقبالا
وقد أروّي نديمي من مشعشعة . . . وقد أقلّب أوراكًا وأكفالا
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي . . . حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
قال وقد قيل : إن البيت الثالث للبيد ، قال أبو عبيدة : لم يقل لبيد في الإسلام غيره ، وكان قد عمّر مائة وخمسين سنة .
قال أبو عمر : وقردة هذا هو الذي يقول :
أصبحت شيخًا أرى الشّخصين أربعةً . . . والشّخص شخصين لمّا مسّني الكبر
لا أسمع الصّوت حتّى أستدير له . . . وحال بالسّمع دوني المنظر القصر
وكنت أمشي على السّاقين معتدلاً . . . فصرت أمشي على ما تنبت الشّجر إذا أقوم عجنت الأرض متّكاً . . . على البراجم حتّى يدهب النّفر
ذكر وفد نجران وسؤالهم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وما أنزل الله عزّ وجلّ فيهم من القرآن
قال محمد بن إسحاق : قدم على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفد نصارى نجران ستّون راكبا ، فيهم أربعة عشر رجلاً من أشرافهم ، وهم : العاقب عبد المسيح ، والسيّد وهو