كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 79 """"""
الأيهم ، وأبو حارثة ابن علقمة ، وأوس ، والحارث ، وزيد ، وقيس ، ويزيد ، ونبيه وخويلد ، وعمرو ، وخالد ، وعبد الله ، ويحنّس . ومن هؤلاء الأربعة عشر ثلاثة نفرٍ إليهم يؤول أمرهم ، وهم العاقب أمير القوم وذو رأيهم ، وصاحب مشورتهم ، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه ، واسمه عبد المسيح .
قال محمد بن سعد : هو رجل من كندة والسيّد ثمالهم ، وصاحب رحلهم ومجتمعهم ، واسمه الأيهم ، وأبو حارثة ابن علقمة أحد بكر بن وائل أسقفهم وحبرهم وإمامهم ، وصاحب مدراسهم .
قال ابن سعد : وكان من الأربعة عشر كوز وهو أخو الحارث بن علقمة ، وأوس أخو السيّد .
قال : فتقدمهم كوز وهو يقول :
إليك تعدو قلقًا وضينها . . . معترضًا في بطنها جنينها
مخالفًا دين النّصارى دينها
وقدم على الني ( صلى الله عليه وسلم ) ، ثم قدم الوفد بعده ، فدخلوا عليه المسجد ، عليهم ثياب الحبرة وأرديةٌ مكفوفة بالحرير ، فقاموا يصلّون في المسجد نحو الشّرق ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " دعوهم " ، ثم أتوا النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأعرض عنهم ولم يكلّمهم ، فقال لهم عثمان : ذلك من أجل زيّكم هذا ، فانصرفوا يومهم ذلك ، ثم غدوا عليه ، بزيّ الرّهبان فسلّموا عليه فردّ عليهم .
قال محمد بن إسحاق : وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ، ودرس كتبهم ، حتى حسن علمه في دينهم ، فكانت ملوك الرّوم من أهل النّصرانية قد شرّفوه وموّلوه وأخدموه ، وبنوا له الكنائس ، وبسطوا عليه الكرامات ؛ لما يبلغهم عنه من علمه واجتهاده في دينهم ، فلما وجّهوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من نجران ، جلس أبو حارثة على بغلة له ، وإلى جنبه أخوه كوز ، - ويقال فيه كرز - فعثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كوز :

الصفحة 79