كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 8 """"""
الحمد لله نحمده ونستعينه ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله " ثلاث مرات ، فقال : تالله لقد سمعت قول الكهنة ، وقول السّحرة ، وقول الشعراء ، فما سمعت مثل هؤلاء الكلمات ، فهلمّ يدك أبايعك على الإسلام ، فبايعه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقال له : وعلى قومك ؟ فقال : وعلى قومي ، فبعث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سرّية فمرّوا بقوم ضماد ، فقال صاحب الجيش للسريّة : هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل منهم : مطهرة ، فقال : ردّوها عليهم فإنهم قوم ضماد . رواه مسلم فى صحيحه .
وروى القاضي عياض بن موسى فى كتابه المترجم بالشّفا ، بتعريف حقوق المصطفى : أن ضمادا قال لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أعد عليّ كلماتك هؤلاء فلقد بلغن قاموس البحر ، هات يديك أبايعك .
ذكر وفد همدان
قال محمد بن سعد رحمه الله تعالى : أخبرنا هشام بن محمد ، قال : حدثنا حبّان ابن هانيء بن مسلم بن قيس بن عمرو بن مالك بن لأيٍ الهمدانيّ ثم الأرحبيّ عن أشياخهم ، قالوا : قدم قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأيٍ الأرحبيّ على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة ، فقال : يا رسول الله أتيتك لأومن بك وأنصرك ؛ فقال له : مرحباً بك ، أتأخذوني بما فيّ يا معشر همدان ؟ قال : نعم ؛ بأبي أنت وأمّي ، قال : فاذهب إلى قومك ، فإن فعلوا فارجع أذهب معك ، فخرج قيس إلى قومه ، فأسلموا واغتسلوا فى جوف المحورة - وهو ماءٌ يغتسلون فيه - وتوجّهوا إلى القبلة ، ثم خرج بإسلامهم إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : قد أسلم قومي وأمروني أن آخذك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " نعم وافد القوم قيسٌ " ، وقال : " وفّيت وفّي الله بك " ، ومسح بناصيته ، وكتب عهده على قومه همدان : أحمورها وعربها وخلائطها ومواليها أن يسمعوا له ويطيعوا ، فإنّ لهم ذمّة الله وذمّة رسوله ما أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة ؛ وأطعمه ثلثمائة فرق ، من خيوان مائتان : زبيبٌ وذرةٌ شطران ، ومن عمران الجوف مائة فرق برّ ، جاريةً أبداً من مال الله .