كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)

"""""" صفحة رقم 85 """"""
والأبرص الذي فيه وضحٌ ، قال : وإنما خصّ هذين ، لأنهما عياءان وكان الغالب على زمن عيسى عليه السلام الطّبّ ؛ فأراهم الله تعالى المعجزة من جنس ذلك .
قال وهب : ربما اجتمع على عيسى عليه السلام من المرضى في اليوم الواحد خمسون ألفا ، من أطاق منهم أن يبلغه بلغه ، ومن لم يطق أتاه عيسى عليه السلام ، وإنما كان يداويهم بالدعاء ، على شرط الإيمان . " وأحيي الموتى بإذن الله " قال الثعلبيّ : أحيا أربعة أنفسٍ العازر وكان صديقا له ، فأرسلت أخته إلى عيسى : إنّ أخاك العازر يموت فأته ، وكان بينه وبينه مسيرة ثلاثة أيام ، فأتاه هو وأصحابه ، فوجدوه قد مات منذ ثلاثة أيام ، فقال لأخته : انطلقي بنا إلى قبره . فانطلقت معهم إلى قبره وهو في صخرة مطبقة ، فقال عيسى عليه السلام : " اللّهمّ ربّ السموات السّبع ، إنك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك ، وأخبرني أني أحيي الموتى بإذنك ، فأحي العازر " ، قال : فقام عازر وودكه يقطر ، فخرج من قبره وبقي وولد له . وأحيا ابن العجوز ، مرّ به ميتا على عيسى عليه السلام ، وهو يحمل على سرير ، فدعا الله تعالى عيسى ، فجلس على سريره ، ونزل عن أعناق الرجال ، ولبس ثيابه ، وحمل السّرير على عنقه ، ورجع إلى أهله ، فبقي وولد له ، وابنة العاشر قيل له : أتحييها وقد ماتت بالأمس ؟ فدعا الله عزّ وجلّ فعاشت وبقيت وولدت ، وسام بن نوح عليهما السلام ، ودعا الله باسم الله الأعظم ، فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه ، فقال : قد قامت القيامة ؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم ، ثم قال له : مت ، قال : بشرط أن يعيذني الله من سكرات الموت ، فدعا الله سبحانه ففعل .
قال الكلبيّ : كان يحيي الأموات بيا حيّ يا قيّوم .
قال تعالى : " وأنبّئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم إنّ في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين " أي آية لكم أني رسولٌ من الله إليكم . يقول تعالى : " ومصدّقًا لما بين يديّ من التّوراة " أي لما سبقني منها . " ولأحلّ لكم بعض الّذي حرّم عليكم " أي أخبركم أنه كان عليكم حراما فتركتموه ، ثم أحلّه لكم تخفيفاً عنكم فتصيبون يسره وتخرجون من تباعته .
يقول تعالى : " وجئتكم بأيةٍ من ربّكم فاتّقوا الله وأطيعون . إنّ الله ربّي وربّكم فاعبدوه هذا صراطٌ مستقيمٌ " أي هذا الهدى قد

الصفحة 85