كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 9 """"""
ومن طريق آخر له قال : عرض رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نفسه بالموسم على قبائل العرب ، فمرّ به رجلٌ من أرحب يقال له : عبد الله بن قيس بن أمّ غزال . فقال : هل عند قومك من منعة ؟ قال : نعم ، فعرض عليه الإسلام ، فأسلم ، ثم إنه خاف أن يخفره قومه فوعده الحجّ من قابل ، ثم وجّه الهمدانيّ يريد قومه ، فقتله رجلٌ من بني زبيد يقال له ذباب ، ثم إن فتية من أرحب قتلوا ذبابا الزّبيديّ بعبد الله بن قيس . هذا قبل الهجرة .
وأما بعد الهجرة ، فقد روى محمد بن إسحاق ، رحمه الله ، قال : قدم وفد همدان على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، منهم مالك بن نمط ، وأبو ثور وهو ذو المشعار ، ومالك بن أيفع ، وضمام بن مالك السّلماني ، وعميرة بن مالك الخارفيّ ، فلقوا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مرجعه من تبوك ، وعليهم مقطّعات الحبرات والعمائم العدنيّة ، برحال الميس على المهريّة والأرحبيّة ، ومالك بن نمط ، ورجل آخر يرتجزان بالقوم ؛ يقول أحدهما :
همدان خير سوقةٍ وأقيال . . . ليس لها في العالمين أمثال
محلّها الهضب ومنها الأبطال . . . لها إطاباتٌ بها وآكال
ويقول الآخر :
إليك جاوزن سواد الرّيف . . . فى هبوات الصّيف والخريف
مخطّماتٍ بحبال اللّيف