كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 90 """"""
فإنهم أقوام لهم الذّمّة . وجزيتهم عنهم متروكة أربعةً وعشرين شهراً بعد ان يقدموا ، ولا يكلّفوا إلاّ من ضيعتهم ، غير مظلومين ، ولا معنوف عليهم .
شهد عثمان بن عفان ومعيقيب بن أبي فاطمة .
قال : فوقع ناسٌ منهم بالعراق ، فنزلوا النّجرانيّة التي هي ناحية الكوفة .
وحيث ذكرنا وفادات العرب ، فلا بأس أن نصل هذا الفصل بما يناسبه من خبر الجنّ في إسلامها ، ونلحق ذلك بما يتعلق به من إخبار الجنّ أصحابهم بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ومن أسلم بسبب ذلك ، فإنا عند ذكرنا للمبشّرات برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، ذكرنا من ذلك طرفا ، وأخرنا بقيته لنذكره في هذا الفصل ، ونبهنا عليه هناك .
ذكر خبر إسلام الجن ودعائهم قومهم إلى الإيمان عند سماعهم القرآن
قال تعالى : " وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين . قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه إلى الحق وإلى طريقٍ مستقيم . يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذابٍ أليم . ومن لا يجب داعي الله فليس يمعجزٍ في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلالٍ مبينٍ " .
وكان من خبر الجن ما روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، قال : انطلق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في طائفة من أصحابه ، عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين ، قفالوا : مالكم ؟ فقالوا : قد حيل ببينا وبين خبر السماء ، وأرسلت علينا الشهب ، قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما قد حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الأمر الذي قد حدث ، فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ،