كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 93 """"""
ذكر إخبار الجن أصحابهم بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وإسلامهم بسبب ذلك
روى أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في صحيحه ، بسنده عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : ما سمعت عمر رضي الله عنه لشيء قطّ يقول ، إني لأظنّه كذا إلا كان كما يظن ؛ بينا عمر جالس إذ مرّ رجلٌ جميل ، فقال : لقد أخطأ ظني أو إن هذا على دينه في الجاهلية ، ولقد كان كاهنهم ؛ علي الرجل ، فدعي له ، فقال له عمر : لقد أخطأ ظني أو إنك على دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم ، فقال : ما رأيت كاليوم استقبل به رجلٌ مسلم . قال : فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني . قال : كنت كاهنهم في الجاهلية . قال : فما أعجب ما جاءتك به جنّيتك ؟ قال : بينا أنا يوماً في سوق جاءتني أعرف فيها الفزع ، قالت :
ألم تر الجن وإبلاسها . . . ويأسها بعد وإبلاسها
ولحوقها بالقلاص وأحلاسها . . . ويأسها بعد من أنساكها قال عمر : صدق ، بينا أنا نائمٌ عند آلهتهم ، إذا جاء رجل بعجل فذبحه ، فصرخ منه صارخٌ لم أسمع صارخاً قط أشد صوتاً منه يقول : يا جليح أمر نجيح ، رجل يصيح ، يقول لا إله إلا الله ، فوثب القوم ، قلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ، ثم نادى : يا جليح ، أمرٌ نجيح ، رجلٌ يصيح ، يقول لا إله إلا الله . فقمت فما نشبت أن قيل هذا نبيّ .
قال البيهقيّ : ظاهر هذه الرواية يوهم أن عمر رضي الله عنه بنفسه سمع الصارخ يصرخ من العجل الذي ذبح ، وكذلك هو صريح في رواية ضعيفة عن عمر في إسلامه ، وسائر الروايات تدل على أن الكاهن أخبر بذلك عن رؤيته وسماعه ، والله تعالى أعلم .
ذكر خبر سواد بن قاربٍ
روى البيهقيّ رحمه الله تعالى بسنده عن البراء ، قال : بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس على منبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ إذ قال : أيها الناس ، أفيكم سواد بن