كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 95 """"""
الفرس ، فلما رآني قال : " مرحباً بك يا سواد بن قارب ، قد علمنا ما جاء بك " قال قلت : " يا رسول الله قد قلت شعراً فاسمعه مني ، قال سواد فقلت :
أتاني رئّي بعد ليلٍ وهجعة . . . ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليالٍ قوله كل ليلةٍ . . . أتاك نبيٌّ من لؤي بن غالب
فشمرت عن ساقي الإزار ووسّطت . . . بي الذعلب الوجناء عند السباسب
فأشهد أن الله لا غيره . . . وأنك مأمونٌ على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين شفاعةً . . . إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك يا خير من مشى . . . وإن كان فيما جاء سيب الذوائب
فكن لي شفيعاً يوم لاذو شفاعةٍ . . . سواك بمغنٍ عن سواد بن قارب
قال : فضحك رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حتى بدت نواجذه . وقال لي : " أفلحت يا سواد " فقال عمر : هل يأتيك رئيّك الآن ؟ فقال : منذ قرأت القرآن لم يأتني ، ونعم العوض كتاب الله عز وجل من الجن .
قال البيهقيّ : ويشبه أن يكون هذا هو الكاهن ، الذي لم يذكر اسمه في الحديث الصحيح ، وهو الحديث الذي ذكرناه آنفاً قبل خبر سواد .
وقد روى أيضاً عن سواد بن قارب ، من رواية سعيد بن جبير بنحو هذا ، إلا أنه قال : كان سواد في جبل من جبال الشّراة ، وقال : أتيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة ، وقد ظهر ، فأخبرته الخبر ، وبايعته . قال البهيقيّ رحمه الله : وقوله أتيت مكة أقرب إلى الصّحة مما رويناه في الروايتين الأوليتين . والله تعالى أعلم .
ذكر خبر خفاف بن نضلة الثّقفيّ
روى أبو بكر البيهقيّ رحمه الله بسنده غلى ذابل بن طفيل بن عمرو الدّوسيّ ، أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قعد في مسجده ذات يوم ، فقدم عليه خفاف بن نضلة ابن عمرو بن بهدلة الثقفيّ ، فأنشد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) :