كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 18)
"""""" صفحة رقم 96 """"""
كم قد تحطمت القلوص بي الدجى . . . في مهمةٍ قفرٍ من الفلوات
فلٍّ من التّوريس ليس بقاعه . . . نبتٌ من الإسناتٌ والأزمات
إني أتاني في المنام مساعدٌ . . . من جن وجرة كان لي وموات
يدعو إليك لياليًا وليالياً . . . ثم احزألّ وقال لست بآت
فركبت ناجية أضرّ بنيها . . . جمرٌ تخبّ به على الأكمات
حتى وردت إلى المدينة جاهداً . . . كيما أراك فتفرج الكربات
قال : فاستحسنها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، وقال : " إنّ من البيان كالسحر ، وإنّ من الشعر كالحكم " .
ومن ذلك ما روى عن علي بن حسين ، قال : أول خبر قدم المدينة ، أن امرأة من أهل يثرب تدعى فاطمة ، كان لها تابع من الجن فجاءها يوماً فوقع على جدارها ، قفالت : مالك لا تدخل ؟ فقال : إنه قد بعث نبي يحرم الزنى ، فحدثت بذلك المرأة عن تابعها من الجن ، وكان أول خبر يحدث به في المدينة عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) .
وعن جابر قال : أول خبر قدم المدينة عن النبي الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع ، فجاء في صور طائر حتى وقع على حائط دارهم ، فقالت له المرأة : انزل نخبرك وتخبرنا ، قال : لا ، إنه بعث بمكة تبي منع منا القرار ، وحرم علينا الزنى .
ومنه ما روى عن محمد بن عمر بن واقد ، عن تميم الداري أنه قال : سرت إلى الشام فأدركني الليل ، فأتييت وادياً فقلت : أنا في جوار عظيم هذا الوادي الليلة ، فلما أخذت مضجعي إذ قائلٌ لا أراه يقول : عذ بالله الأحد ، فإن الجن لا تجير على الله أحدا ، وأنه قد بعث رسول الأميين ، وصلينا خلفه بالحجون ، وأسلمنا واتبعناه ، وآمنا به وصدقناه ، فأسلم تسلم . قال تميم : فلما أصبحت ذهبت إلى دير أيوب ، فسألت راهبة عما سمعت من الهاتف ، فقال : صدق . وكان ذلك سبب إسلام تميم .