كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 8)

حاشا قريشًا، فإن الله فضلها على البرية بالإسلام والدين
وحكي أبو زيد الأنصاري، قال: كنا في جماعة، وفينا رجل يقال له أبو الأصبغ. والدعاء الذي دعا به الأعرابي روي أنه قوله: اللهم اغفر لي ولمن سمعني حاشا الشيطان وأبا الأصبغ. وروى هذا أيضًا أبو عمرو الشيباني، وغيره.
وفي البسيط: مذهب س وأكثر البصريين أن حاشا حرف خافض دالٌ على الاستثناء كإلا. وزعم بعض الكوفيين والمبرد والفراء أنها فعل ناصبة للاسم بعدها بمنزلة: عدا زيدًا، وخلا عمرًا. واستدلوا بالتصريف حاشى يُحاشي، وبدخول حرف الجر، وبالحذف، قالوا حاش، وبحكاية الشيباني. ورد جميع ذلك، وأن ما حكاه الشيباني شاذ. وجوز المبرد في الاستثناء الوجهين. وقال بعض الكوفيين: هي فعل استعملت استعمال الحروف، فحذف فاعلها.
والذي يظهر لي أن س لا يُنكر أن يُنطق بها فعلًا لغير الاستثناء، ففي الاستثناء حرف، وفي غيره فعل، تقول: قد فعل زيدٌ كذا، فنقول: حاشى له أن

الصفحة 314